إلا فاسقياني من معتقة الخمر ... فلا عذر لي في الصبر أكثر من شهر
وإن كنتما لم تعلما فتعلما ... بأن زمان الصوم ليس من العمر
وحدث الصولي قال كتب علي بن جبلة إلى أبي دلف يستسقيه نبيذاً في يوم عيد الفطر فوجه إليه بما كفاه وبمائتي دينار فقال علي بن جبلة:
وأبيض عجلي رأيت غمامة ... وأسيافه تقضى على الحدثان
مددت إليه ذمتي فأجارها ... وأغنى يدي عن غيره ولساني
شربت ورويت النديم بماله ... وأدركت ثأر الراح من رمضان
وكان لشوال على ضمانة ... فكانت عطايا جوده بضمان
وقال أعرابي:
وجدنا دينكم سهلا علينا ... شرائعه سوى شهر الصيام
ويحدثنا الفرزدق الشاعر أن التبرم برمضان كان حتى في العصر الأموي على قرب عهدهم بصاحب الرسالة، وطبعاً أن ذلك الضجر كان من فساق المسلمين لا من أولئك الذين كانوا يتفانون في حب الجهاد حتى فتحوا شرق الأرض وغربها وأذلوا أقوى الأمم شوكة وأمنع الناس بلاداً وأكثرهم حصونا.
قال الفرزدق:
إذا ما مضى عشرون يوماً تحركت ... أراجيف بالشهر الذي أنا صائمه
وطارت رقاع بالمواعيد بيننا ... لكي يلتقي مظلوم قوم وظالمه
فان شال شوال نشل في أكفنا ... كؤوس تعادي العقل حين تسالمه
أشال الشيء رفعه وحمله قال أبو هلال العسكري في كتابه (ديوان المعاني) الذي فرغ من تأليفه سنة ٣٩٥ هـ - ومعاني هذه الأبيات كلها مبتكرة لم يسبق إليها الفرزدق. قال وأنشدنا أبو أحمد عن الصولي عن الرياشي عن أبيه:
وقفنا فلوك أننا راضنا الهوى ... لهتكنا عند الرقيب نحيب
ومن دون ما نلقاه من لوعة الهوى ... تشق جيوب بل تشق قلوب
على أن شوالا أشال بوصلنا ... ومرتعه للعاشقين خصيب
وأنشد أبن بسام قوله يشكر رمضان إذ ساعده انشغال الناس فيه بالعبادات ففاز بأوطاره