يتلوه هو شهور الحج التي يمتنعون فيها من السكر وكانوا يعتبرون رمضان أول شهور السنة وبه يبدؤنها ويسمونه (ذيمر) ولم يعدم المجتمع الإسلامي من الظرفاء من يتماجن متحدياً أحكام رمضان الصارمة فقد قال بعض الأدباء مستفتياً الفقهاء مازحاً هازلاً وعلى سبيل الدعابة:
هذا رمضان كلنا نخشاه ... من أجل الصيام
ما قولك يا فقيه في فتواه؟ ... عجل بكلام
من بات معانقاً لمن يهواه ... في جنح ظلام
هل يفطر عندما يقبل فاه ... أم صام تمام؟
فأجابه ظريف آخر لابساً طيلسان الفقهاء:
يا من سأل الفقيه في فتواه ... الشرع فسيح
إسمع لكلامنا وخذ معناه ... إن كنت فصيح
من بات معانقاً لمن يهواه ... إن كان مليح
لا يفطر عندما يقبل فاه ... بل صام صحيح
قال أبو هلال العسكري في (ديوان المعاني) كتب الحسين بن وهب إلى الحسن بن رجاء يوم شك وقد أفطر الواثق:
هززتك للصبوح وقد تهانا ... أمير المؤمنين عن الصيام
وعندي من قناني الخمر عشر ... تطيب بهن دائرة المدام
فكن أنت الجواب فليس شيء ... أحب إلى من حذف الكلام
وقال آخر:
أقول لصاحبي وقد بد لي ... هلال الفطر من تحت الغمام
سنسكر سكرة شنعاء جهراً ... وننعر في قفا شهر الصيام
وقال محمد الجعفري:
هل لك في صهباء مشمولة ... ليست من الدبس الذي ينبذ؟
فإن شعبان على طيبه ... درب إذا فكرت لا ينفذ
وقال أحمد بن يزيد: