للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نشرب الليل إلى ... الصبح صغاراً وكباراً

وإذا غاب فتى ... منا شربنا (اليادكارا)

نتغنى ما اشتهينا ... هـ من الشعر جهارا

أسقني حتى تراني ... أحب الديك حمار

وقوله شربنا (اليادكارا) هذه الكلمة فارسية ومعناها الذكرى أي شربنا نخب الذكرى للغائب. . . لكن أبن المعتز يتراجع عن الحان ويرد السقاة على أعقابهم احتراماً لقدسية رمضان ويقول:

ونهاني الصيام عن سفه الكأ ... س فردت على السقاة المداما

فإذا تولى شهر حرمان النفس من شهواتها يهب ابن المعتز مصفقاً طرباً بحبيبته الخمر ويقول مبتهجاً:

أهلا بفطر قد أنار هلاله ... الآن فاغد على المدام وبكر

وانظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر

ويشاركه القاضي الفاضل في فرحته بالعيد فيقول:

قضى تحبه الصوم بعد المطال ... وأطلق من قيد فتر الهلال

فدع ضيقة مثل شد الأسار ... إلى فرجة مثل حل العقال

وقم هائها مثل ذوب النضار ... وموج البحار وطعم الزلال

ويتبعهما بعد أجيال وقرون شوقي شاعر مصر بالأمس فيتغنى فرحاً بتخلصه من غل رمضان:

رمضان ولى هائها يا ساقي ... مشتاقة تسعى إلى مشتاق

ما كان أكثره على ألافها ... وأقله في طاعة الخلاق

بالأمس قد كنا سجيني طاعة ... واليوم من العيد بالإطلاق

ضحكت إلى من السرور ولم تزل ... بنت الكروم كريمة الأعراق

ويذكرني حنين الشعراء إلى الخمر في هذا الشهر المبارك الذي تحارب فيه الموبقات ووسائل الفساد بما نقله محمود شكري الألوسي في (بلوغ الأدب في معرفة أحوال العرب) من أن العرب في جاهليتهم كانوا يكثرون في شهر رمضان من شرب الخمر لأن الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>