وأريد بالزملاء الوزراء والمعلمين، فأنا منكم منذ عهد بعيد؛ وأنا وزير في هذه الأيام فكلكم جميعاً زملاء. ثم تحدث عن فضل رفعة رئيس الوزراء والوزراء في تقرير مجانية التعليم قائلاً إن الفضل الأول لتوجيهات جلالة الملك؛ وقال أنه يذيع سراً من أسرار الوزارة، هو أن الميزانية كما تعلمون ضيقة ومطالب الإصلاح كثيرة. ووزير المالية من شأنه أن يظهر الفقر والبؤس لزملائه كلما طلبوا إليه شيئاً. وقد أدى واجبه هذا نحو وزارة المعارف وخيل لوزير المعارف أن الحكومة مفلسة غداً أو بعد غد. وكان وزير المعارف قد وعد المعلمين بأن يسعى في إجابة مطالبهم، فوقف من فقر الوزير موقف الشاك أولاً والمتحدي ثانياً وقال له: إن كانت الدولة فقيرة فالمعلمون أشد منها فقراً. وأشتد الخلاف بين الوزيرين. فقلت له إن لم يبدأ الوزير بإنصاف المعلمين فسأستقيل؛ وأخيراً حل المشكلة رجلان أحدهما بكرمه وصفاء قلبه وحبه للخير، والآخر بلباقته وحرصه على التوفيق، أما الأول فهو رفعة مصطفى النحاس باشا؛ وأما الثاني فهو معالي فؤاد سراج الدين باشا
ومما قاله معاليه أيضاً: يريدني الأستاذ سعد اللبان على أن أفسر ما وصلت إليه من الانتصار على المصاعب، وأعترف مخلصاً وأقسم بين يدي الله أنني ما اعتقدت يوماً أنني انتصرت على شيء، وإذا كنتم تظنون ذلك فمرد هذا إلى أمرين اثنين؛ أولهما أنني لا أومن بأن لي حظاً من عظمة أو مجد؛ والثاني أن لي أصدقاء يدفعونني إلى حيث ترونني الآن.
وختمت الحفلة بكلمة طيبة من معالي فؤاد سراج الدين باشا.
مرتبة الشرف الأولى:
أشرت في عدد سابق إلى مسألة (الدكتوراه) التي منحت لقرينة عميد كلية الآداب مع مرتبة الشرف الأولى، فأثار ذلك حملة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول. ولهذه المسألة قصة انتهت إلى حل.
أما القصة فيحكيها لنا هؤلاء الثائرون إذ يقولون إن اللجنة التي ناقشت رسالة السيدة التي قدمتها للحصول على الدكتوراه قررت منحها هذه الدرجة مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بأن تطبعها الجامعة على نفقتها واعتبارها من الرسائل التي تتبادلها الجامعة مع الجامعات الأخرى، وليس في قانون الكلية أن ترفق الدرجة بمرتبة الشرف الأولى، وجرى