حكم الناصر بن قلاوون وقد امتدت حتى عهد ابنه الناصر حسن.
وقد كان أبن أبي حجلة أديبا بارعا وشاعرا مبدعا ومؤلفا وجامعا. فلا غرابة أن ذكت نفسه ونشط بيانه وسط هذا الحشد العظيم من الأدباء؛ ولا غرابة أن جمعت بينه وبين الكثير منهم وشائج العلم والأدب؛ وهي أحنى وشيجة نجمع بين القلوب وتلائم بين النفوس.
وقد قيل إن ابن أبي حجلة كان يهوى إلى الحنفية ويقول أنه حنفي، ويدلف إلى الشافعية ويقول أنه شافعي، كما كان يسامر أهل الحديث، ويسير في مواكب الصوفية حتى أنه ولى إحدى مشيخاتهم. ولعل ذلك من قلق الفن، وهو يغري بالتنقل، أو من ظرف الأديب وحسن تأتيه، ولبق الشاعر وطوع قوافيه
وقد كان ابن أبي حجلة شاعر تياها بالشعر، يرفع صناعته فوق كل صناعة وله في ذلك أدلة وبراهين ويزهي بما ينظم ويفخر. سالكا في أساليبه مسالك المبدعيين من أهل عصره مؤتما في ذلك بابن نباته شاعر جيله، ذواقة نقادا. حتى لقد نعى على الصلاح الصفدي بعض شعره فقال مؤديا:
أن ابن ايبك لم تزل سرقاته ... تأتي بكل قبيحة وقبيح
نسب المعاني في النسيم لنفسه ... جهلا فراح كلامه في الريح
وهو يشير بذلك إلى أبيات للصفدي قالها في النسيم آخذا معناها من أبيات لمحي الدين بن عبد الظاهر.
هذا مع أن أبي حجلة نفسه لم يخل شعره من السرقات شانه في ذلك شان كثير من شعراء جيله. إذ كانت السرقة الشعرية متمكنة من نفوسهم. ولعل ذلك كان بدافع من الدعاية أو برغبة في التوسع في التضمين. .
ومهما يكن من شئ، فلابن أبي حجلة أكثر من ديوان شعري. وكثير من شعره في مدح النبي عليه السلام وقد عارض بهذا المديح قصائد ابن الفارض الشاعر الصوفي المعروف المشهور وقد كان أبن أبي حجلة كثير النقد له والنعي عليه
لم يقتصر ابن أبي حجلة على الشعر يعارض به أو يمدح ويقدح أو غير ذلك بل أقبل على الرسائل والمقامات والمقالات يدبجها، وعلى المؤلفات يروضها ويعالجها، حتى استقام له من ذلك جملة بارعة