كان نوعه ليس عيبا وإنما العيب أن يقف الساب في منتصف الطريق فلا يكمل تعليمه أو أن يكون عالة على غيره.
فطلبة الآداب لا يستنكفون أن يوزعوا الصحف والمجلات في الأحياء التي يسكنون فيها ولا بد أن يدرسوا للصغار ولو بأبخس الأجور.
وطلبة التجارة يشتغلون بالدعاية وتنظيم حسابات المتاجر الصغيرة.
وطلبة الطب يقضون أوقات فراغهم في التمريض في المستشفيات والعيادات الخاصة أو المنازل.
وطلبة الزراعة يربون الدواجن والماشية ويعقدون الأسواق لبيعها ومنتجاتهم.
وطلبة العلوم والصيادلة يؤلفون فيما بينهم لجانا لصنع المواد الكيميائية والمداد الذي يحتاجون إليه ومعجون الأسنان والروائح العطرية وغيرها من وسائل التجميل.
وطلبة الهندسة تجدهم في فراغهم داخل المصانع يشتغلون مع العمال جنبا إلى جنب.
والطلبة نزلاء الفنادق يتفق كل منهم مع مدير الفندق أن يشتغل في الفندق أو لأجله كذا من الوقت كان يحضر ما يريد الفندق ويوزعه مثلا أو يراجع حساباته أو يعمل في المطابخ أو في البوفيه أو في التنظيف أو الكي أو الخدمة. . الخ. وبهذا يسدد بعض أو كل نفقات معيشته في الفندق وأحيانا يربح ما يفيده في مرافقه الأخرى.
وقد تألفت في جامعة برستون بأمريكا لجنة من الطلبة لرعاية الأطفال في المنازل عندما يغيب أولياؤهم فتستطيع كل أم أن تتصل باللجنة طالبة أحد أعضائها ليرعى طفلها فيقوم أحد المساهمين بالذهاب توا إلى المنزل للعناية بالطفل وبذل اللازم ليسعده خلال غياب أمه فيقدم له الغذاء في الوقت المحدد وبغير ملابسه عند الحاجة ويداعبه ويناغيه. مقابل عشره قروش في الساعة.
فلنعمل نحن المربين على نشر هذه الروح بين تلاميذنا فمرافق بلادنا في حاجة واسعة للأيدي والجهود والأعمال. فهذه صحراؤنا الشاسعة ما أحوجنا إلى إصلاحها واستعمارها، وهذه ثرواتنا الزراعية والمعدنية والمائية والحجرية والعلمية ما انفع أن نستعملها فيجد العاطل فيها مكسبه ويجد أولادنا فيها مصرف فراغهم بالربح الوفير للوطن ولهم