للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إجازاتهم الأسبوعية أو اليومية إن أمكن وأقول إن أمكن لأن مجتمعنا لم يرق بعد إلى تهيئة الحالات التي تساعدنا نحن المربين فيجد التلاميذ خارج مجتمعهم المدرسي، لا ما نحن عليه الآن: يرى التلاميذ ومنا ويسمعون عنا في المدرسة ما لا يمكنهم ولا يمكننا نحن أساتذتهم أن نحققه لهم خارجها. فمجتمعنا في حاجة قصوى لإصلاحات كثيرة تربط بينه وبين المدرسة، فلنواصل جهودنا لإصلاحه عن طريق من نربيهم للجيل الجديد. وفي هذا الباب من التربية لوقت الفراغ. وبالشراء وبالبيع، وبالمساهمة في الشركات والمصارف. . . الخ.

فهذه الصحافة مثلا، فلنوجههم لطرق أبوابها يذهبون إليها بأنفسهم يعرضون على أوليائها خدماتهم كل فيما تخصص فيه أو نبغ أو يهواه وله فيه مواهب خاصة أو عامة. ولا يأنف أحدهم من أي عمل حتى ولو كان تنظيف المكتبة أو أعداد أوراق الطبع أو تغليف المراسلات للمشركين وغيرهم أو إحضار البريد والذهاب به.

ولتوجههم إلى المعامل والمصانع والمزارع والشركات والفنادق المصارف والمصايف. . . الخ

فليبحث كل لنفسه في أي منها من عمل ولا يستنكف أن يزاوله في أوقات فراغه مهما كان ضئيلا أو مرموقا بغير الرضى والوقار في بلادنا الآن أو منظورا إليه باحتقار.

أولادنا سيسلكون كل هذه المسالك بإقبال ونجاح متى لمسوا أن كل كبير كان صغيرا وان سنة الحياة التدرج من البسيط إلى المركب ومن الضعف إلى القوة. قال تعالى - (وهو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة).

انظروا إلى الشعوب الغربية وخاصة التي في المقدمة منها كأمريكا وإنجلترا وألمانيا تجدوا الطلبة فيها ينعمون بخيرات كثيرة مما تكلمت عنه في باب الكسب العالي. فمجتمعاتهم وأخلاقهم ونشأتهم تساعدهم مساعدة فعالة على الكسب والتكوين المالي. انظروا في هذا وفكر بعض التفكير تجد الطلبة هناك والمجتمع وحدة متماسكة متعاونة على الحياة والنهضة جميعا وسأضرب لذلك بعض الأمثال مما أتمنى أن تتحقق في بلادنا قريبا بأذن الله تعالى.

لا يعترف الشباب الأوربي بالفقر عقبة تعوقه عن إتمام دراساته لأنهم لا يجدون غضاضة في القيام بأنفة الأعمال في أثناء العطلة وفي أوقات الفراغ لتوفير المال اللازم، فالعمل مهما

<<  <  ج:
ص:  >  >>