الأوطان الأخرى فيهمهم أن يسلم الجسم كله لأنه إذا تألم عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
فليسعدوا وطنهم أولا ثم ليسعدوا الأوطان معهم الأقرب فالأقرب عملا بالجيرة وحقوقها.
فقد علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار وجار الجار وهكذا: إذن فهذه الوحدة التي تنشدها الإنسانية اليوم هي مما دعا إليه الدين الحنيف. دعا إليها الرسول من نيف وسبعة وستين وثلاثمائة وستين سنة. رسولنا العظيم من هذا التاريخ السحيق يدعو لتكون الأرض كلها وطنا واحدا والأوطان الخاصة فيه متماسكة بحقوق التجاوز وترابط الجيرة تماسكا وترابطا متسلسلا يفضي بعضه إلى بعض بالأخوة والمحبة والرعاية (ما زال أخي جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) هذا التماسك والتودد وتلك الرعاية وما تنطوي عليه من تعاون في البأساء والضراء.
لا شك يفضي إلى ضم العالم كله في وحده واحدة هي ما يدعو إليه فلاسفة العرب ومربوه الآن.
وقال جل شانه (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا) نعم من تحق الله علينا أن نذكره. فلنرب أولادنا على ذكره تعالى حتى يأنسوا به في وحدتهم وفراغهم وفي جمعهم وشغلهم. فهو يقول (اذكروني أذكركم) وما اسعد من يذكره خالقه فليعرفهم كيف يكون في ذكرهم إياه وقاية من السوء وردع عن الشرور جميعا وهداية إلى الصالحات الباقيات (ما عندكم ينفذ وما عند الله باق)
رابعا ً - واجبك الاجتماعي - أنت عضو في المدرسة عضو في الأسرة، عضو في جمعيتك، عضو في قريتك أو بلدتك، عضو في قطرك، عضو في الإنسانية عامة. أن لكل ناحية من هؤلاء ما تستطيع من واجبات حتى يشعروا بوجودك وبنفعك وقيمتك لهم، واجبات القرابة والجيرة والصداقة والزمالة: المودة والزيارات والتراسل. فلنرب أطفالنا من صغرهم كيف يزورون ويراسلون، وكيف يشكرون على الزيارة ويردون على المراسلات. وكيف يواجهون كل حالة في المجتمع وله بما يناسبها. والصحافة فلنصلهم بها يراسلونها ويبادلونها الرأي ويفيدون منها ويفيدونها.
خامساً - الكسب - يسارعون إليه في الإجازات السنوية الطويلة لا يثنون عنه أبدا بل وفي