ثالثا - واجبك نحو ربك - من صلاة وعبادة وتثقيف ديني ونشر دعوته والعمل بأوامره واجتناب نواهيه؛ وتطبيق أحكامه وشرائعه في المعاملات جميعاً فتخلق المسلم بمكارم دينه خير دعاية له. قال عليه الصلاة والسلام - (أدبني ربي فأحسن تأديبي) وقال - (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقال الله سبحانه وتعالى - (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما. والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما. إنها ساءت مستقراً ومقاما) قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل أواب منيب) وغير ذلك من كثير مما يلذ لأولي الألباب وقد قرن الله تعالى بين وقت العبادة ووقت العمل، وحث الناس على الاستفادة من الأثنين فقال جل شانه (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم أن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) وقال (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله)
يعمرونها بأعدادها وباستكمالها، يعمرونها بمراعاتها وخدمتها يعمرونها بالعبادة فيها فلنرب أولادنا يؤمون بيوت الله في فراغهم فيؤدون واجب ربهم ثم ينظرون ما يستطيعون أداءه لعمارة هذه البيوت واستكمال طهارتها وأدواتها فيجودون بشيء من مالهم مثلا لشراء شيء يؤمن لزوما ته من أدوات تطهير أو أضاءه، أو يتبرعون لها بمؤلفات مما ينفع الجالسين فيها ويهديهم صراطا مستقيما وديناً قيماً. أو يقومون بالأذان فيها أو بشرح شيء للمسلمين بين الصلات المفروضة مما أفاء به عليهم من فقه أو أدب أو سيرة تنفع في الدنيا أو في الآخرة أو تنفع أو تنفع الوطن الخاص كوطننا المصري فهو خاص بالنسبة لنا، أو تنفع العروبة كافة أو تنفع الوطن العام أريد المعمورة كلها، فالناس اليوم يجب أن ينظروا إلى أوطانهم الخاصة باعتبارها عضوا في جسم واحد وباقي الأعضاء في هذا الجسم هي