هذه العطلات مناسبة لزيارة الأقطار الأخرى قريبة أو بعيدة فليس يخفى ما في ذلك من منافع يبتهج لها وبها التلاميذ ومن فرص عظيمة تمكن الأساتذة من التربية العملية الفعالة الناجحة.
والآن أجمل ما تربى عليه التلاميذ حتى يستفيدوا بفراغهم ويفيدوا مهما كان نوع الفراغ، إذ تكسبهم الخبرة والمران لتكييف استخدامهم لكل فراغ فيتصرفوا في كل بما يناسبه مقدمين العاجل على الآجل والأهم على المهم. وأرى أن نفرد لذلك في الزمن المدرسي حصصاً تتناول التربية لوقت الفراغ. واضع النواحي الآتية أسسا لها.
أولا - استكمال اللازم للمهنة التي يزاولها حسب ما دونه في مذكرته - فيوجه التلاميذ ليثبت كل في مذكرته ما يعترضه في دروسه من مشكلات أو موضوعات أو أشياء تستلزم منه بحثا أو دراسة أو تجرب أو استخدامها في مختلف النواحي الجسمية أو العقلية أو المادية فليستكمل بنفسه ما شعر أنه في حاجة إليه، وليتول بنفسه شراء ما يلزمه من أدوات ومؤلفات وخامات ونحوها. فمثلا أعترضك في أثناء قيامك بمهنتك مشكل كخبرة تلزمك في ناحية منه أو أداة تنقصك لتستخدمها مثلا، دون هذا في مذكرتك وعندما تدخل في فراغك استكمل ما تريد. فأرى لو أننا ربينا أطفالنا وعلى طلبتنا هذا النظام، واتبعه عمالنا وموظفونا وتجارنا لنهضنا نهضة سريعة وطيدة في جميع مرافقنا، وربطنا بين العمل والفراغ وبطاً فرديا شخصياً اختياريا حبيباً إلى النفس لأنه ليس فيه روح المسؤولية ولا تعنت الرئيس ولا رياسة الكبير ولا عقاب الأستاذ، بل هو سعى إلى الكمال صادر من الأعمال الباطنية.
قال الله تعالى - (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم - (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). وقال حكيم - (أننا لا نصل إلى الكمال إلا بإتقان التفاصيل)
ثانيا - واجبك نحو بدنك - فقم نحوه بما يلزمه من راحة ومن تغذية ومن رياضة ونظافة ومن علاج ونحوه. قال عليه الصلاة والسلام - (أن لبدنك عليك حقا)
وواجبك نحو عقلك من راحة وثقافة وخيرات ودرية وظاهر أن للعقول رياضة كما للأبدان