فهل نأخذ صور البيان القديمة في أساليبنا لترضى العرب القدامى، أو نولد فيها لترضى عبد القاهر الجرجاني وسواهما؟
لست أدعو إلى الأول ولا احبه، وإن كنت لا أرى في الرأي الثاني ضيرا أو ضررا؛ وأوثر أن الأديب إلى الصور التي يولدها صوراً جديدة، يستمدها من حياتنا وبيئتنا وألوان الحضارة التي نعيش فيها، والاختراعات التي تجد دائما بيننا والتي نبعد اللغة عنها ونحاول ألا نستمد منها صورنا الأدبية
وبعد فهذه هي سمات الشعر الجاهلي ش، ووصف الصلة الفنية بينها وبين حياتنا الفنية الحاضرة، وما يصح أن نقلده فيه وما لا يصح.
ونحن لا ندعو إلى تقليد البلاغة القديمة، ولا إلى الشعراء الجاهليين تقليدا بعيدا عن مناهج الفن والشخصية والموهبة الأدبية فإن ذلك التقليد يبعدنا عن أداء رسالتنا الأدبية على اكمل وجوهها، وإنما نقول: افهموا هذه البلاغة فهما جيدا، وربوا ذوقكم الأدبي بالإدمان على قراءتها وقراءة ما سواها من البلاغات، لتصلوا إلى مرحلة الشخصية الذاتية في الأدب والشعر، ولتكمل مواهبكم وتستقل بالإبداع والتجديد في الفن والشعر والأدب والحياة.