التحكيم رأت هذا وأغلفته حين قسمت الجائزة الأولى بين
الشاعرين شبلي ملاط ويوسف حداد، لما في القصيدة الأولى
حسن الديباجة وجودة الحبك، وفي الثانية من قوة الشاعرية
وخصب الخيال وقوة الشاعرية وحسن الديباجة وجودة حبك،
فكأنها تقر في حكومتها أن القصيدة الأولى حلو من الشاعرية
وأن القصيدة الثانية يعوزها الحبك!
وشاءت العصبة الأندلسية بعد ذلك أن تمنح الجائزة الثانية لقصيدة الأستاذ انور العطار، وانفراده بالجائزة الثانية دليل على أن قصيدته تقوم على قوة الشاعرية وحسن الديباجة، وإلا لقسمت الجائزة الثانية كما فعلت في الجائزة الأولى!
قرأت القصائد الثلاث ثم عدت إلى طبعي احكمه وإلى نزاهتي أسألها فانتهيت إلى الحكم الآتي:
١ - قصيدة الأستاذ شبلي ملاط لا أثر فيها للتجديد فهي عنيفة في أفكارها وصورها وأسلوبها، وهو لا يتحدث فيها عن الشاعر الذي يلهم الشعر إلهاما ولكنه يتحدث عن النظام الذي يكده اللفظ ويؤوده الوزن وتهده القافية، وإلا فما شان هذين البيتين:
وقد تنقضي ساعاته في نهاره ... وليس له إلا بتقويمه شغل
وفي الليل يقضي الليل إلا أقله ... يعالج سبك البيت والسبك مختل
والمقطع بكامله يصف رجل قريحة لا رجل عبقرية، ويعفى على مقطعة كله بيت المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
وفي القصيدة أسلوب فقهي في تحلية لفظه (كل) بال والفصيح تجريدها، وفيها خطيئة نحوية في قوله: (صلوا) بالضم وعليه أن يقول (صلوا) بالفتح، وذلك في البيتين:
١ - وتعصيه وقتا لفظه مطمئنة=ويعييه بعض البيت حينا أو الكل
٢ - هلم إلى الدنيا الخلود وهيكل=إلى وجهه عباد صانعه صلوا