للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى ليحاول هو يسلك طريقه أن يتنكب مواجهة اقرب ذويه، وقد عات سحنته صلابة وجهامة، حلت محل ما كان قبلا من وداعة وتطلق. فاما عيناه فكانتا ترميان بنظرات تتلظى فيهما الشهوة والشر، بعد أن كانت هاتان العينان تترسل منهما نظرات الطهر والصفاء. إلى أي طريق في حياته هو مسوق؟ ترى أيه نهاية ترتقبه لتختم حياتة تلك؟)

وهذه صورة من الصورالحية النابضة التي تتالق في اصناف القصص. . وصورة رجل وقع تحت صفعات الضمير الحي فما استطاع أن يفر، ولا أستطاع أن ينسى

أما قصة (مجنون) فتتجدث في صراحة وإخلاص إلى الشاب الذي يبهره ألق المراة وبريقها، فلا يجد حرجاً في أن يتزوج من فتاة خالطها واغرم بها وبادلته هي الهوى بهوى وغراماً بغرام، فقصى إلى جانبها ساعات ذاق فيها لذة الهوى المحض وسعادة الحب الخالص، لا ريب في أن تاريخها سيتيقظ في دم الشاب بعد حين فيبذر فيه غراس الشك والريبة، فيؤذيه ويؤلمه

هذا طبيب تزوج من زوجة أحد مرضاه بعد أن مات تزوج منها بعد أن تغفلا الزوج حينا من الدهر فاختلسا معاً منه وقت الهناة والسرور. . . ثم فارت نزوات عقله فتكنفة الشك واخترمنه الريبة وتغلغلت فيه الحيرة، فأخذ يتحدث عن خطرات قلبه يقول: شرعت أتجسس عليها. على الزوجة: وما كان في طرقي ألا افعل، فقد دفعتني إلى ذلك دوافع نفسية ليس عنها محيص. . . وربما عاجلتني نوبة هياج، واندفعت في ارجاء العيادة أتصفح الناس واتصفح الأشياء، وما زال أدقق في البحث والتفتيش تحت المتكات ووراء الابواب، مدعياً اني فقدت شيئاً وإني أنشده، وتتراءى له أخيلة مزعجة فيقول (ويلي! ان زوجتي مصرة على أن تعيد الرواية كاملة الفصول)

وهكذا تتصفح هذه المجموعة كلها فترى صفحات خفاقة بالحياة نابضة بالمشاعر.

ولست أوافق المؤلف على أن ينشر على عيني القاري مقدمات فلسفية طويلة يوطئ بها لحوادث القصة مما ينفر الذهن. وان ذلك لنراه واضخا ً في قصص (مجنونة) و (في غفره الأقدار) و (هذه الحضارة) واشهد أن مثل هذه الآراء قد انبثت في خلال القصص الأخرى فلم تكد العقل ولم ننفر الذهن.

وبعد فإن مكانة الأستاذ محمود تيمور في القصة مكانة مرموقة وحسبه ما قاله الدكتور طه

<<  <  ج:
ص:  >  >>