للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (يداهم) خطأ صوابه يدهم فلم أجد فيما راجعت المعاجم الفعل (داهم) وليس هذا مما يتسع له باب القياس.

وقال:

وأن البلاد انتهت للعدو ... بكيد امرئ قط لم يتق

وانتهي إليه الشيء أي وصل إليه فأستعمل اللام عوض إلى وهو عوض لفظي مقبول في الشعر ولكن المعنى غير مقبول، فلا يقال. لأن البلاد ليس مما ينقل. أما قولة (بكيد أمري قط لم يتق) فقد ذكرني بشطر ابن جني. (قط لا يدفع عن السبق عراب) عوض قول المتنبي. (غير مدفوع من السبق العراب) ألا قاتل الله مواقف يغلب فيها رصف النحو ملكة الذوق.

وقال:

فيا ليته امتد هذا الرقاد ... وظلت بافاقه حالمة

فقد جعل ليت اسماً هو (الهاء) وجعل لها أسم آخر بدلا منه هو (هذا) وهو شبيه بلغة (أكلوني البراغيث). وآفاق الرقادلس مما يستسيغه الذوق، وليس كل استعارة سائغة.

وقال الأستاذ في البيت الأخير: -

وبادر عدوك في وكره ... وإلا أرتقب يومك الأغبر

فقد شبه العدو بالطير على سبيل الاستعارة المكنية بدلالة قوله (وكره) والعدو لا يشبه الطير، وليس في القصيدة ما يدل على أن يقصد الجوارح من الطيور. والتشبيه هذا فيه توهين للهمم من حيث لا يقصد الشاعر. فما دام الشاعر يريد أن يشحذ من همة الشعب المفتخر، فينبغي أن يكشف عن قوة العدو ومكره.

وبعد فالقصيدة - على كل هذه ألهناه اليسير رائعة الطلعة كريمة الهدف والعاطفة، فياضة بالشعور الحي، وللأستاذ الشاعر إعجابي بشعوره وصرخته الحارة.

الحلة (العراق)

أحمد حسن الرحيم

ليسانس بالأدب العربي

<<  <  ج:
ص:  >  >>