والحابل هو ناصب الحبالة أي الشرك وتأثره أي تتبع أثره ولم أجد علاقة بين المشبه والمشبه به؛ فالفتاة أقبلت في شبابها كأنها (ظبي) تتبع أثره الصياد الذي ينصب الشرك، والأثر لا يتبع إلا بعد غياب صاحبه. فلوا اكتفى بما معناه: وكأنها (ظبية) لكان المعنى واضحاً، أما هذه الإضافة:(تأثره الحابل) فهي بؤرة الغموض واللبس، ولا أدري إن كانت الظباء مما يصاد
وقال الأستاذ:
ومرت خطوب تشيب الوليد ... بما حل من هولها المفزع
فيوم حصاد كيوم الوعيد ... أقضوا يه ساكن المهجع
ويوماً يساق أباة الرجال ... إلى محشر دافق مترع
والذي أراه أن كلمة (يوما) في أول البيت الثالث تقتضي قواعد النحو رفعها، فهي ليست منصوبة على الظرفية في هذا الموضع.
وقال الأستاذ:
فشيخ يعض على راحتيه ... ويندب في القوم صرعى بنيه
والشيخ هذا فلسطيني منكوب بتجبر اللئام؛ ولكن القريض لم يؤد من المعاني ما يرتضيه النقد، فالراحة هي باطن الكف وليس من المألوف أن يعض الإنسان على راحتيه في الأحزان. والمألوف أن بعض الإنسان سبابته من الندم أو الغم (وسبابة المتندم) شهيرة قال فيها الشاعر:
ولكن الأستاذ الشاعر في تقديمه القصيدة يقول أنها واقعية فأصدق ذلك. أما قوله (ويندب في القوم صرعى بنيه) فلا تدري أهو يندب بنيه الصراع أم يندب من صرعهم بنوه من الأعداء. إن القرينة المعنوية تمنع المعنى الأخير أي يندب الشيخ الصرعى من أعدائه ولكن عبارة الشاعر تتسع لكلا المعنيين.