والذي أدريه أن المساء وقت غروب الشمس والسمر حديث الليل، فكيف جمع الأستاذ بين شيئين متباعدي الزمن. فالسمر لا يكون مساء.
وقال:
تسير الهناءة في ركبه ... فينهل منها بشتى الصور
أما أن الهناءة تسير معه لينهل منها الشخص المعني بالقصيدة فهذا مما يتسع له الشعر، ولكن قوله:(فينهل منها بشتى الصور) وردت فيه (الباء) زائدة في قوله: (بشتى) والصواب أن يقول فينهل منها شتى الصور؛ لأن نهل لا تحتاج (الباء) وأعيذ الأستاذ أن يقول (فينهل منها بشتى الصور) كما نقول فيشرب منها بالإناء لما في هذا المعنى من تفاهة.
وقال.
ففي أم طفلته ما أفاء ... عليه الحبور وبرد الحياة
وبرد الحياة من إضافة الصفة إلى الموصوف أي حياة باردة والأستاذ - كما افهم من معاني القصيدة. . . يقصد بها حياة الرغد وليست (الحياة الباردة) حياة الرغد بل هي حياة الضجر والسام
وقال الأستاذ:
وكر الزمان وئيد الخطى ... وطفلته شغله الشاغين
وقد مرت عشرة أبيات من القصيدة، كلها في الفرح والحبور فلا نزال في القسم المصور لحياة الرغد؛ إذن فكيف يمر الزمان (وئيد الخطى) وهو لا يمر وئيدا إلا في الأحزان والفجائع؟ وارى أن الصواب. فمر الزمان سريع الخطى كعادته في الأفراح ليسهو الإنسان عن مروره
ووصف الأستاذ فتاة الرجل المعنى بالقصيدة بان والدها أفاض عليها من ضروب النعيم وغمرها بالعطف وتجاوزت (صباها الغرير) فهي تميس في عجب.