وإذا أدرنا أن نحفظ الديمقراطية فعلينا أن لا نستمر في تعليم الناس كل شيء عدا المعتقدات العظيمة والمبادئ الأخلاقية التي جعلت الديمقراطية ممكنة الوجود في المكان الأول. ولقد نبعت الديمقراطية من نهرين التقيا في ثقافتنا الغربية - اليهودية والمسيحية وميراث اليونان - فجعلا الديمقراطية ممكنة لأنها كشفاً عن سلسلة عظمى من أصل الخلق الحميد وعن قدسية الشخص الإنسانية، ومكانة الحرية الروحية وأسس القانون الأخلاقي طبيعة الله. وهذا هو المستوى الذهبي الذي بدونه لن تكون هناك ديمقراطية البتة، ونحن آخذون في تربيتنا في الانحراف عن المستوى الذهبي كأن بيننا وبينه ثأرا.
ولهذا السبب نواجه مستقبلا قائما العالم أقتصر على فن الصناعة ولكنه صفر من الإيمان والثقافة الروحية الموحدة، ومن وحدة الروح المؤسسة على معرفة وصدق في الفهم العام للحياة ومبادئ أخلاقية في السلوك فيها.
والحقيقة الواقعية أننا قد ملكنا في أيدينا علما حديث وأنه هنا ليدعم وينمي ويضع تحت سيطرتنا أكبر قدر ممكن القوة، وسيطرته على القوى الذرية - والكونية تزيد يومياً قدرتنا على رفع أو إبادة العنصر البشري، وتنتشر بسرعة في جميع الأجناس والأمم، وما لم تستطع أن تساير الخلقية الإيجابية والأخلاق الدينية السامية كل هذه القوة الجامحة وتولد وحدة روحية وإخلاصا عاما نحو المقاصد الخلقية التي تؤدي إلى العدل والصلاحية أولا فإن علمنا سوف يستعمل لهلاكنا.
إن أي فحص جدي لهذا الموضوع سوف يريك بوضوح حياتنا الشخصية وأوطاننا. وإنه من السهل أن نسلم أبناءنا وبناتنا معدات العالم وليس بهذه البساطة نستطيع أن نسلمهم ثقافة روحية غنية وميراث المعتقدات والمبادئ الأخلاقية العظيم الذي بدونه لا يكون شيء خيراً ولا شيء ينقد.
وفي غالبية أعمالنا لا نعمل صالحا، فإن مدارسنا وكنائسنا وبيوتنا وعمل الإنسان كله في الحياة العامة يثبت أنه غير ملائم للعمل أو بالأحرى معادلة، وإن نوع العالم الذي سوف يعيش فيه أحفادنا سوف يعتمد على ميزة روحية تسير كل القوى التي يديرها؛ قوى ضخمة حتى إننا الآن لا نقدر على تصورها، وإن هؤلاء الذين يعلمون ما يجري داخل بعض معاملنا ليسوا فخورين بهذا العمل ولكنهم مجدون، فهم يقولون أن القوى الجديدة التي سوف