المنشودة، وأضرب مثلاً لذلك شاعراً كبيراً هو السيد حسن القاياتي عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية تقدم هذا الرجل - وهو من أعلام الأدب - إلى الإذاعة المصرية ببعض أشعاره لإذاعتها مبديا رغبته من أجر مادي لأنه مكتف بما عنده وليس من ذوي الأطماع المادية، فلم يعره أحد اهتماماً في الوقت الذي يأتون فيه بكل من يعرف القراءة من محبيهم ليقدم (قراءة أدبية) أي يقرأ في كتاب من كتب الأدب! فأصبح في الإذاعة نوع آخر من القراء إلى جانب قراء القرآن الكريم مع الفارق فيما يقرأ وفي أن الأخيرين يمتازون بالقراءات السبع!
فتح المدير العام للإذاعة الأستاذ محمد قاسم بك إجازة شهرين هو أسلوب يتبع مع كبار الموظفين غير المرغوب في استمرارهم في العمل، وقد طلب أن يمهل نحو خمسة عشر يوما قبل قيامه بالإجازة (لحلاوة الروح) فأجيب إلى طلبه، وقد انتهت هذه المدة، وبدأت الإجازة.
وهناك من يدعي (المراقب العام) الذي أستفحل أمره في ظل ذلك المدير، والذي أخذته العز بشخصية فنية كبيرة فأهان رجلا من رجال الموسيقى المعروفين، وبدرت مكن ألفاظ غير لائقة وأسندت إليه أمور أخرى، فأمر معالي الدكتور حامد زكي بإجراء التحقيق معه، وقد نشرت عدة صحف في (الاجتماعات) وبصيغة واحدة أن التحقيق يجري بناء على طلب المراقب. . . والنتيجة واحدة وهو أن التحقيق جار سواء أطلبه أم لم يطلبه، والطلب لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع.
وبعد فهل آن أوان الإفساح لذوي القدرة على النهوض بالإذاعة المصرية لتكون لسان مصر الناهضة الزاخرة بعناصر الفن والثقافة؟ نرجو أن يكون ذلك.