يعلنوا عن كفايتهم، وهم لا يستطيعون أن يحتجوا بهذه الكفاية كما يحتج بالأقدمية مثلا أو بالشهادة، لأن الكفاية والجدارة والنبوغ وما إليها، أمور تلحظ فيمن يتصف بها ويمنع الحياء صاحبها أن يتقدم بها، إذ أيسر ما يقال له: دعي مغرور!
أولئك هم (كنوز الطبيعة البشرية) التي لا تحتاج إلى استخراج، لأنها ظاهرة لا يسترها إلا غبار المتسابقين من ذوي الوسائل الرخيصة، وهم الذين يعينيهم القانون حين ينص على أن كذا في المائة من الدرجات للاقدمية، وكذا للكفاية. ولكن (الكفاية) في التطبيق لها معان أخر لدى كبرائنا. . . إذ نرى أصحابها عندهم ممن يمتون أو ينفعون، وللنفع أساليب مختلفة. . .
هذا، وأنا يا أخي عندما تحب، عند السخط. . . ولم يكن (القرف) إلا تعبيراً مخففاً. وسلام عليك.
تطهير الإذاعة
يظهر أن معالي الدكتور حامد زكي وزير الدولة المختص بشئون الإذاعة لم يقصر اهتمامه على دور الإذاعة وإنشاء دار حديثة تجمعها، بل التفت التفاتا جديا إلى (من سكن الديارا) من أساطين الإذاعة المصرية الذين ظلوا يهيمنون عليها في السنوات الأخيرة رغم صيحات الرأي العام وشكوى الناس من الفوضى التي يعلنها (الميكروفون) صباح مساء. وهم قوم ليسوا من ذوي الثقافات الفنية الملائمة لشئون الإذاعة، إلى مسلكهم الشخصي في ادراتها من حيث تقديم (المحبين) والأقارب والأصهار في الوظائف وفي الاذاعات، حتى أصبح مقياس الكفاية في الإذاعة المصرية مقدار الصلة بالمتولين فيها ومقدار ما يرجونه أو يخشونه، وحتى تطور الحال إلى أن صار لبعض الفنانين والفنانات أنصار من أولئك المتولين. لم يقتصر الأمر على مساعدتهم الإيجابية بل تعدى إلى معاكسة الآخرين من أهل الفن الذين ينافسون المحظوظين المستأثرين بمودة المتولين، ويجري الآن تحقيق يتناول مسائل من هذا القبيل.
وليس مما يتهم به متولو الإذاعة - بطبيعة الحال - أن يستوعب برنامج الإذاعة أكبر عدد ممكن من ذوي المواهب الأدبية والفنية في البلاد، وقد يكون ذلك راجعاً إلى أنهم ليسوا من بيئات هذه المواهب ولا من أهل الحكم عليها، إذا فرضنا اجتهادهم في تحقيق الأغراض