للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ليس منه، وبذلك نستبين طريق الرشاد. يجب أن نتفق على أن الإسلام عبادة وعمل، وجسم وروح، وتهذيب وحكم، وقيادة وسيادة، جاء ليصلح النفس ويقوم الفرد ويربي الأسرة ويسوس الأمة ويخفف الآم العالم!. . . جاء ديناً وسطاً عدلا، لا يفرط ولا يفرط، فأباح لك أن تجمع ولا تكنز، وأن تأكل ولا تتخم، وأن تنفق ولا تسرف، وأن تتجمل ولا تنحنث، وأن تكسب وتزكي، وأن نثرى ولا تتفحش، وأن تسمو إلى العلا وتعدل. وهكذا تراه يدعوك إلى كل ما ينفعك ويقومك، ويصدك عن كل ما يضرك ويرديك: (إن الله بالناس لرءوف رحيم)!.

جاء الإسلام ليعلمك أن تكون على خير في سائر أحوالك التي تتقلب عليك في دنياك، فغني مع شكر وإحسان، وفقر مع صبر وإيمان، وقوة مع تواضع واجتهاد، ومرض مع احتمال وعلاج؛ لأن الذي خلق الداء خلق الدواء، ورضا بالقضاء والقدر معه السعي والاكتساب، واتكال على الله مع أخذ بالوسائل والأسباب، وأنت في كل هذه الأحوال مأجور شكور، مؤيد بحفظ الله ورعايته، موعود بفضله ونعمته، قد سخر لك ما فيالأرضوالسماء، وأعانك في السراء والضراء، مادمت تخلص النية وتريد وجه الله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم).

هذا هو الإسلام أيها الناس، ولو أنكم فهمتموه على هذا الوضع، ونفذتموه عن إخلاص، لكان لكم في الكون شأن غير هذا الشأن، وسلطان غير السلطان، ولعز المسلمون بين الأنام كما عز لهم أسلاف وأجداد من قبل، يوم كان القرآن هو أول صوت يسمع ويطاع، فإذا أمر الله فقد خضعت الرقاب وذلت الأعناق وانتهى الجدال.

إلى الإسلام أيها الناس!. .

أحمد الشرباصي

المدرس بالأزهر الشريف

<<  <  ج:
ص:  >  >>