- أتعرف الأولى بالصديق. . . أتعرف الصديق الأولى بالصديق أن يسمع النقد ولو على مضض، والأولى بالصديق أن يمحص القول وينعم فيه النظر. . . أجل أعرف انك على كره منك تجلس وتسمع، وأنا أيضاً على كره مني أقول وأطيل، فإنه يؤلمني أن يستغل اسم أبيك فيما يستغله أصدقاؤك.
- ماذا سمعت؟
- سمعت ما تعلم أنه يحدث وتسكت عنه لتنال ما ينهالون به عليك من مديح تعلم أنت في بعيد نفسك أنه كاذب.
- أذن فلهذا طردت
- طردت!
- أجل ذهبت اليوم لأقابل السيد بك. . . صديق أبي. . . نعم انك تعرفه ويعرفك، وأخبرني سكرتيره أن لديه أمرا يمنعني من الدخول.
- ولن تكون الأخيرة
- فماذا أفعل؟
- أعيد ما أعدت؟ - أقص السوء من أصدقائك، واصح تنقذ ما بقي لك من أبيك.
- أنها لم تنقص
- بل كادت تضيع - كانت ثروة ضخمة
- أي ثروة تلك. . . أنا لم أفقد فدانا واحدا
- وهل هذه ثروة. . . كانت سمعة كريمة فلوثتها. . . أدركها. . أدركها فإنها لا ترجع إن ضاعت، وقد ترجع الأفدنة
- أنت تعلم أنني لا أمد يدا لرشوة
- بل تمد أيادي لا يستطيع شخص واحد أن يمدها. . . إنها أيدي أصدقائك جميعا. . . تمد بإسمك، وبإسمك تنال ما تنال واسمك هو المهان. . . اقطعها والإضاع بناء بناه أبوك جميعاً. .
- أنت ما تزال ناقدا. . . ما ذنبي أنا به
- نعم. . . لا ذنب لك. . . سبحانه يعطي الغباء لمن يشاء من عباده وقد خلقك غباء لا