للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أتعرف الأولى بالصديق. . . أتعرف الصديق الأولى بالصديق أن يسمع النقد ولو على مضض، والأولى بالصديق أن يمحص القول وينعم فيه النظر. . . أجل أعرف انك على كره منك تجلس وتسمع، وأنا أيضاً على كره مني أقول وأطيل، فإنه يؤلمني أن يستغل اسم أبيك فيما يستغله أصدقاؤك.

- ماذا سمعت؟

- سمعت ما تعلم أنه يحدث وتسكت عنه لتنال ما ينهالون به عليك من مديح تعلم أنت في بعيد نفسك أنه كاذب.

- أذن فلهذا طردت

- طردت!

- أجل ذهبت اليوم لأقابل السيد بك. . . صديق أبي. . . نعم انك تعرفه ويعرفك، وأخبرني سكرتيره أن لديه أمرا يمنعني من الدخول.

- ولن تكون الأخيرة

- فماذا أفعل؟

- أعيد ما أعدت؟ - أقص السوء من أصدقائك، واصح تنقذ ما بقي لك من أبيك.

- أنها لم تنقص

- بل كادت تضيع - كانت ثروة ضخمة

- أي ثروة تلك. . . أنا لم أفقد فدانا واحدا

- وهل هذه ثروة. . . كانت سمعة كريمة فلوثتها. . . أدركها. . أدركها فإنها لا ترجع إن ضاعت، وقد ترجع الأفدنة

- أنت تعلم أنني لا أمد يدا لرشوة

- بل تمد أيادي لا يستطيع شخص واحد أن يمدها. . . إنها أيدي أصدقائك جميعا. . . تمد بإسمك، وبإسمك تنال ما تنال واسمك هو المهان. . . اقطعها والإضاع بناء بناه أبوك جميعاً. .

- أنت ما تزال ناقدا. . . ما ذنبي أنا به

- نعم. . . لا ذنب لك. . . سبحانه يعطي الغباء لمن يشاء من عباده وقد خلقك غباء لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>