للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أدري.

أما شخصيات القصة فلم تكن على جانب واحد من القوة ولكن أقواهاً على ما أعتقد شخصية محمود أفندي بلا مراء. فقد كنت أتمثله يدب بين السطور بقامته الطويلة ووجهه المرح وهو زاخر بالحيوية والنشاط والحياة، وتليها شخصية حسين شابا فتياً معرضاً للأحلام اليقظة كغيره من الشباب، ولكن المؤلف اشتط في ذلك، وانطلق يدير الحوادث ويسوق الحوار بشكل مطول وفي مناسبات عديدة، حتى ليخيل إلى أن القارئ لابد أن يذوق شيئاً غير قليل من الملل والضيق. والشخصية التي أثارت اهتمامي وإعجابي أيضاً هي شخصية علية، هذه الفتاة العاشقة المسكينة التي لا تدري ماذا تفعل وكيف تتصرف لترضي فارسها الجميل. ولكنها لم تكن في قوة الشخصيتين السابقيتن، كما أنها لم تسلم من أحلام اليقظة المملة.

أما الشخصيات الأخرى فكانت باهتة الصور مطموسة الملامح لا تكاد نتبين فيها سوى أشباح تتخايل على الورق. على الرغم من أن البعض منها ذو دور هام في القصة كشخصية الضابط جمال أو شخصية إجلال صديقة علية.

ولست أنسى، قبل أن أختم هذا التعليق العابر، أن اذكر الأستاذ السحار أنه لم يكن في حاجة إلى أن يفترض بطأ الفهم في القارئ فيردف بعض الحوادث بالشروح والتعليقات، وأمثلة ذلك يزخر بها الكتاب.

القاهرة

شاكر خصباك

<<  <  ج:
ص:  >  >>