للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طال حتى مللته وأرى أن ... ليس تنجاب هذه الظلماء

وكأن الهلال فيه حبيب ... طال منه دون الحبيب الثواء

فمضى يذرف الدموع فذي ... الأنجم دمع تقله الزرقاء

ودموعي بمقلتي جوار ... ولكم قرح العيون بكاء

هذه توقظ النفوس من ... اليأس وهذي في مثلها البأساء

خفيت حكمة الآله عن الخ ... لق فكل بعلمها أدعياء

كلهم يزعم الحقيقة ما يعلم، ... لله ما يكن الخفاء

فأسألن ساكن المعرة هل ... ضاقت عليه يجمعها الغبراء

أي شيء قضى القضاء عليه ... وهو شيخ يحار فيه القضاء

سعد المرء لا يقر بعيش ... وحياة مصيرها الانقضاء

لا يغرنك ما ترمي في رحال ... من ثراء يضيق عنه الفضاء

قد ينال العلاء فيها أخو ألف ... قر ويزري بأهله الإثراء

إنما المجد هبة من سبات ... هو للمجد والأماتي داء

وأرني قضيت عشراً وتسعاً ... كان حظي في كلهن العناء

أنظر على من وقع نظره ممن خلد التاريخ يسهل عليك تعرف اتجاهه واذكر أنه ينطق بهذا الشعر وينبئ عن اختياره وهو في التاسعة عشرة؟ في السن تتميز بالمرح وتضليل الإفهام بما يحوطها من مفاتن الدنيا منعكسة على مرآة الغرور. ولم يكن مناص أن يأتي حكمه كما يجب أن يكون أثر هذه النظرة للدنيا واتخاذ المثال (سعد المرء لا يقر بعيش)!.

وفي التاسعة عشرة قل ألا يتحدث شاب عن الحب، بين لداته، أو في شعره أن رزق الشاعرية. وها هو (أحمد عبد اللطيف البرطباطي) يقول في (العذال والحب) ولكنك واجد بلا شك مع روح الاستقرار ريح الاعتداد بالنفس، أو بالأحرى ما قرت به عينه من أحكام على من حوله!

أزف البين واستطار الرجاء ... ليت شعري يا قلب كيف النجاء

أيها اللائمون ماذقتم الح ... ب وأنتم بكنهه جهلاء

ما كفى بعدما حملت من الدا ... ء فأرضي بعذلكم وهو داء

<<  <  ج:
ص:  >  >>