أتصروني على الهوى أو دعوني ... يرتمي بي القضاء كيف شاء
أزعمتم بأنكم ففصحاء ... أنا منكم وإن زعمتم براء
ثم أنظر إلى هذا الوصف الرابع للحبيبة:
ملؤها الكبر والدلال وفيها ... أسهم ينتمي إليها المضاء
أي ذنب ذنب الدخيل فؤادي ... وعيوني جميعها الغرماء
ملكته مرعى خصيباً هنيئاً ... يرتع الريم فيه كيف يشاء
قد تضر الفتى جوارحه ... السمع والقلب بعضها إيذاء
كم جليل هوى لنظرة عن ... وذكي أبلى قواه الذكاء
إن في بعض ما نحب لهلكا ... والذي خلته رجاء عناء
وأجمل ما في قصيد الشاعر همزياته وهو فيها أطول ما يكون نفساً. ولعل في (الألف والهمزة) سراً يتصل بالطبيعة البشرية، فالنطق بهما - أقرب إلى تنفس الصعداء من هم وداء
ويتفق للشاعر وللكاتب أن يكون وزن معين وقافية بذاتها أدنى إلى ذوقه الموسيقي؛ وقد يحبب إليه اسم بذاته؛ فلعل أروع شعر المتنبي في ميمياته ودالياته وشوقي بك في همزياته ونونياته، وأكثر الأسماء حظوة عند أناتول فرانس (تيريز)، فهي اسم لقيمة داره؛ وعلم لصاحبة الدرر الأول في ورايته الغراميات الوحيدة (الزنبقة الحمراء).