فبعد أن عبأ جيشه باغت المرتدين في الأبرق فهزمهم شر هزيمة وانسحبت فلولهم إلى السميراء والتحقت ببني أسد، ولما رأى طليحة الخطر انسحب بجميع القوات التي التفت حوله إلى بزاخة
وأقام أبو بكر في الأبرق وكان يملكه بنو ذبيان، فأعطى مراعيهم لخيل المسلمين وحرم بطون ذبيان منها.
تولية خالد بن الوليد قيادة الجيش
تدل الأخبار على أن خالداً أشترك في قتال ذي القصة والأبرق مع المهاجرين، ولاما رجع أبو بكر إلى المدينة انسحبت قوة المسلمين إلى ذي القصة، وتولى قيادتها خالد بن الوليد
وتذكر الروايات التي تبدأ بسيف بن عمر أن أبا بكر لما وصل إلى المدينة جمع رجالا من القبائل المجاورة للمدينة وأرسلها إلى ذي القصة لتقوية جيش المسلمين. ثم عاد إلى ذي القصة لتقوية الجيش وقسمه إلى أحد عشر فرقة، وعين قائدا لكل منها فوجهها إلى مناطق المرتدين في جزيرة العرب لقتالهم والقضاء على حركة الردة
وهذه الرواية التي يرويها سيف يصعب تصديقها وذلك:
أولاً - لأن قوة المسلمين لم تكن في عدد يكفي لتقسيمها إلى أحد عشرة فرقة
ثانيا - إن إيفاد فرق البحرين وعمان ومهرة وحضرموت واليمن قبل قمع الفتنة في قلب جزيرة العرب مسئلة فيها نظر.
ويمر طريق البحرين وعمان ومهرة ببلاد بني حنيفة، وفيها مسيلمة ثائرا، وهو معتصم في بلاده الوعرة. والحقيقة أن قوة جيش المسلمين لم تجاوز بضعة آلاف على ما ذكرناه في بحث تقدير قوة الفريقين. فجيش أسامة لم يجاوز ستة آلاف، أما القوة التي جهزها لمقاتلة من اجتمع في ذي القصة فلم تتجاوز الألفين. فتقسيم هذه القوات جميعا إلى أحد عشر قسما مما يجعل كلا منها ضعيفا بحيث لا يستطيع القيام بالواجب المنوط به. بينما الأخبار تؤيد أن جيش خالد بن الوليد وحده كان يبلغ أربعة آلاف رجل، ثن إن هناك أخبارا تؤيد حبوط هجوم فرقة عكرمة بن أبي جهل، وكذلك هجوم فرقة شرحبيل بن حسنة على قوات مسيلمة وانسحابهما إلى الوراء والتحاقهما بفرقة خالد بن الوليد مما يجعلنا نميل إلى الاعتقاد أن أبا بكر فكر قبل كل شئ في القضاء على حركة الردة في وسط جزيرة العرب، وجمع لذلك ما