للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على شجاعة وكفاية رجلين عظيمين وكلاهما من وسط آسيا التركية.

ولما دخل المعز لدين الله الفاطمي مصر تأثر بما سمعه المشرق عن شهرة الأتراك في الحروب وله كلمة مع قائده جوهر (راجع الخطط صفحة ١٠٧ جزء ٢) ولما ظهر العزيز بالله على هفتكين التركي اصطنعه سنة ٣٨٠ وضم بعد ذلك منجوتكين ونشأت فرق من الأتراك في الجيش الفاطمي.

أما المغول الذين خدموا مصر فمعروفون في التاريخ من سلاطين وأمراء وقواد وأهمهم السلطان كتبغا الذي حارب في معركة شقحب مع الناصر محمد ضد بني قومه وجئ به للحرب محمولا على محفة وكل من أسلم من المغول حسن إسلامه وهم الذين نشروا الإسلام في ربوع الروسيا (جاء في السلوك صفحة ٧١٦) وصلت (لمصر) رسل تدان منجوبن طوغان بن باطو بن دوشي بن جنجبز خان ملك القيجاق بكتاب بالخط المغعولي يتضمن أنه اسلم ويريد أن ينعت نعتا من نعوت الإسلام.

- ٢ -

وجاء ذكر وقانين المغول وأهمها السياسة في كتب المؤرخين المسلمين كما يأتي: المعروف عن جنجيز خان أنه صحاب (الترواً) و (اليسق) ويقول صاحب النجوم وهو تركي (إن التورا باللغة التركية المذهب واليسق هو الترتيب: والأصل في الياسة أو السياسة أن سي بالعجمي ثلاثة ويسا بالتركي الترتيب وعلى هذا مشت التتار من يومه إلى يومنا هذا وانتشر ذلك في سائر الممالك حتى ممالك مصر والشام ويقولون سي يسا فثقلت عليهم فقالوا سياسة على تحاريف أولاد العرب في اللغات الأعجمية).

والغريب أن هذه الكلمة شائعة بالريف في مصر فقد سمعت من يقول (احكم بالعدل يا فلان أنت شرع وسياسة) أي أنه يحل معضلات الأمور بالشريعة والسياسة وهو لا يعلم منشأ الكلمة في الأصل.

أنني لا أشك لحظة في أن العاهل المغولي صاحب التورا واليسق وهما قانون المغول ولكن هل هذه القواعد استعملها الترك قديما في بواديهم؟ وأن الذي جمعها جنجيز خان وألزمهم بصفته الخان العظيم بأتباعها؟ يحتاج الأمر إلى دراسة وتدقيق قبل إصدار حكم قاطع.

أما كلمة (سي ياسة) فيخيل لي أنها استعملت قبل مجيء المغول للمشرق سنة ٦١٨

<<  <  ج:
ص:  >  >>