للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حقوق الجند والمماليك الذين قام في الأصل الإقطاع على أسلحتهم ودمائهم فبقدر ما تطبق العدالة في تصريف هذه الشئون بقدر ما تكون جيوش المسلمين على أهبة للجهاد. وبقدر ما يسود الظلم وتعم الفوضى بقدر ما يفقد الجيش روح المقاتلة والكفاح. فالشدة توجد النظام والعدالة توجد القوة المقاتلة التي تبذل الدماء فلم يتحدث في تلك الأيام وبعد إدخال هذه الأنظمة أن زلت مصر أمام الصليبين أو ولى جنودها الأدبار في معركة قائمة أمام المغول أو غيرهم وإنما كان تاريخ مصر حلقة مستمرة من الانتصارات المجيدة ولذلك دهشت من مقال الأستاذ الذي يضع عهدا إسلامياً عظيما ويحشره بين عهود الرومان والبطالمة والأغارقة ثم يقحم بالعرب وسط هذه الشعوب الظالمة وأننا نؤمن بأن العروبة ومصر صنوان لا يفترقان فالعناصر التركية والمغولبة ذابت في بوتقة المصرية لأن مصر إسلامية عربية كما ذابت العناصر العربية في بوتقة الأتراك لأن تركيا إسلامية فلا محل إذن لوضع العرب وأمراء الإسلام وملوكه مع غيرهم.

- ٥ -

جاء في المقال اسم بيرا وصحته (البيرة) بكسر الباء وسكون الياء وهي قلعة في البر الشرقي من الفرات وموقعها في تركيا واسمها الآن (بيرة جك) وجاء في التعريف (ولها منعة وعسكر) وكانت داخل أقاليم حلب في الدولة المصرية ولها حاكم وجند من مصر أما الحدود فكانت شمال ملاطية عند قلعة دريدة وقد جاء في صبح الأعشى أن نيابة البيرة تقدمة ألف وتوليتها من الأبواب السلطانية بمرسوم شريف.

- ٦ -

تركت هذه الأنظمة الإقطاعية ألفاظا معينة في مصر منها كلمة عزبة ولا اختلاف على معناها وكلمة الوسية التي اختلف المفسرون على معناها جاء في السلوك (وفيها انتقل سعر الفول من ديار مصر من خمسة عشر دينار إلى ثلاثين دينار المائة إردب بحكم المشتري لعلوفة الوسية العادلية خمسون ألف إردب سنة ٥٨٨هـ.)

وجاء في حاشية الدكتور زيادة (الوسية لفظ مشتق من اللفظة التركية أوسي ومعناها الدار وكل ما يتبع صاحبها من حاشية وحشم وحيوان) نقلاً عن بلوشيه ص ١١٢ ويقول دوزي

<<  <  ج:
ص:  >  >>