للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعليه بأن دخول النظام المغولية على يد أقوى خصوم المغول.

- ٣ -

وقد أطلعت في السنوات الأخيرة على بعض الأبحاث التي نشرت حديثا - والتي يحاول أصحابها لأسباب غير معروفة ولا مفهومة الحد من قيمة الخدمات التي أدتها مصر الإسلامية للعالم وخصوصاً الإقلال من شأن دولتي المماليك في مصر والشام وانتقاص قدر السلاطين العظام والطعن في شخصيتهم من ذلك قولهم عن دولتي المماليك أن السلاطين أوقفوا العمل بالشريعة الإسلامية بإيجاد نظام حجوبية الحجاب فتعدى الحاجب حدوده وأخذ يحكم في المواريث متخطياً ولاية القاضي الشرعي. وهذا غير صحيح إذ أن سلاطين مصر ضربوا مثلا رائعاً في احترام رجال القضاء الإسلامي ونزلوا على أحكامهم حتى فيم يخص صميم عمل الدولة وهي صفحة رائعة. أما نظام الجند وترتيب أمور الإقطاع وتدريب المستجدين من المماليك وجنود الحلقة فيحتاج لكثير من الشدة والعدالة وتوقيع العقوبات الرادعة وهذا ما أخذ به هؤلاء الملوك والقادة منذ قيام دولة آل سلجوق ووجدنا بيبرس يأخذ بنظام جنكيز خان ويطبق الشدة والعدالة لينتصر بنظام جنيكز خان ضد أولاده وأحفاده من المغول. وهكذا سارت الأمور إلى نهاية الدولة المملوكية.

والغريب أن النزاع بين الحجوبية والقضاء الشرعي لم يسمع به في الوقت الذي كانت أنظمة الظاهر بيبرس معمولاً بها ظهر حين تراخت الأحكام وتعذر تنفيذ العدالة وحصل التساهل في أخذ الجند والمماليك بالشدة اللازمة لهم وهو نزاع لا يفهم من قيامه أن الحجوبية أتت للقضاء على شرائع الإسلام.

- ٤ -

ويفهم من مقال الدكتور محمد صالح بك أن نظام الحجومية أنشئ لجماعات المغول التي أتت لمصر واختلطت بأهلها مع أن الحجومية نظام قائم للجند أساسه فض المشاك الناشئة عن توزيع الإقطاع لأن الإقطاع ليس ملكاً للأمير يتصرف به تصرف المالك فلا يورث عنه وإنما هو منحة ليقوم الأمير بالجهاد في سبيل الله فعليه أن يستعد بجنده وسلاحه وممالكيه لهذا الواجب فإذا مات صاحب الإقطاع لزم السلطان أن يقوم بالمحافظة على

<<  <  ج:
ص:  >  >>