المؤدية إلى المدينة قد سدتها دبابات الجيش البريطاني الثقيلة، وراحت تطارد النجدات العربية برصاصها وتؤكد لهم أن الجيش في المدينة قابض على ناصية الأمن، وأن ليس في المدينة أي شيء يستوجب القلق والاضطراب، فعادت الجماهير على أعقابها مرغمة وهي تؤمن بصدق ما قيل لهم.
هذه هي المأساة التي شاهدها أكثر من أربعين ألفاً من الجنود البريطانيين، وهم يرون أمام أعينهم النساء والأطفال يجندلون ويحرقون وهم لا يحركون ساكناً، وكانوا إلى جانب المأساة ثملين يغنون على أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ ويراقصون الفتيات الإسرائيليات، ويفتكون بأعراض الفتيات العربيات المذعورات اللائى خرجن من مخادعهن نصف عاريات.