حسين بك في ناديهم، وأن الأستاذ محمود غنيم ألقى قصيدة زعم فيها أن الدكتور طه أعظم من أبن العميد. وهنا يقول سكرتير تحرير الرسالة ومن هو أبن العميد؟ أنه أصغر من أي كاتب من كتاب الطبقة الثانية في عصرنا هذا وسبحان من أنعم على سكرتير مجلة الرسالة بنعمة الجهل! أن أبن العميد سيظل أعظم كتاب اللغة العربية، وعلى ذلك الجاهل أن ينظر في كتاب النثر الفني وهو موجود بمكتبة الرسالة، وفيه أطلت الشرح لحقيقة الرجل الذي خلعوا عليه لقب الجاحظ الثاني)
وأنا إذا كنت (أجهل) أبن العميد فما أراني بحاجة إلى أن أعرفه من كتاب النثر الفني مادام صاحبه يقول عنه أنه أعظم كتاب الغلة العربية! وسبحان من أنعم على قائل هذا بنعمة العلم! ألا يعلم صاحب النثر الفني أن أبن العميد أستاذ المدرسة التي أفسدت الكتابة العربية؟
وأنا أعني بإنكاري على الشاعر التشبيه بابن العميد وجعله مثلاً في الكتابة - أن المقارنة لا وجه لها، لأن الكتابة العربية المزدهرة في هذا العصر أصبحت شيئاً آخر غير ما كان يكتب أبن العميد وأضرابه فالعصر غير العصر، والكتاب الآن يتناولون شئون الحياة ويعنون بأهدافهم من الكتابة على نحو بعيد جداً مما كان يصنع أولئك الكتاب.
وليت شعري ماذا ترك الدكتور زكي مبارك لنفسه حينما قال أن أبن العميد أعظم كتاب اللغة العربية؟! هل يستطيع أبن العميد أن يكتب صفحة (الحديث ذو شجون) بالبلاغ. .!؟ وهل أنا (جاهل) إذ أقول أن الدكتور زكي مبارك أكتب من أبن العميد!.
ويقول الدكتور زكي مبارك:(ويقول سكرتير مجلة الرسالة ومهما يكن من شيء - كما يعبر عميد الأدباء - فإن. . . ومعنى هذا أن عبارة (ومهما يكن من شيء) من مبتكرات الدكتور طه حسين، وليس هذا بصحيح، فهي من مبتكرات سيبويه في الكتاب).
وأنت تراه يفسر ويرد على تفسيره. . . فأنا أقصد أن العبارة من لوازم الدكتور طه حسين، ولم أقل إنها مبتكراته، ولكل كاتب أو لأكثر الكتاب، ألفاظ يكثرون استعمالها، وليست هذه الألفاظ من مبتكراتهم، وينفرد الدكتور زكي مبارك بلوازم أخرى غير تكرار الألفاظ، منها أن يكرر الخلاف المزعوم بينه وبين صاحب الرسالة، ومنها حكاية الحفلة التي أقامها المغفور له محمود بسيوني بك لإصلاح ما بينه وبين الدكتور طه، ومنها أنه من سنتريس. . . الخ.