التي أثيرت حولها هنا وهناك. ونحب أن نقول كلمة أخيرة أنه على رغم تجديد سارتر في عالم القصة وهو فيها متأثر بالقصة الأمريكية - فإنه باء بالفشل في المسرح فلم يقدم إلا النزر اليسير. وهذه المسرحية نفسها دليلنا على ذلك؛ فهي في شكلها لا تعود المسرحيات الكلاسيكية من بنائها المسرحي وتقسيمها إلى مشاهد منفصلة ومراعاتها للزمان والمكان وقيامها على بطل تسلط عليه الأضواء من كل جانب بنسبة أكبر مما عداه من شخصيات. والتناقض واضح بين هذا الشكل الكلاسيكي ومضمون المسرحية الوجودي. وهي حين تعتمد على الأسطورة القديمة لا تقدم من جديد سوى (الذباب) وهذا فضل لا يرجع إلى سارتر بقدر ما يرجع إلى الكتاب المسرحي الكبير (جيرودو) الذي عالج الأسطورة نفسها في مسرحية (الكترا) وذكر الذباب صراحة فجاء سارتر وأملت عليه وجوديته أن ينقل عنه، ويضفي على مسرحيته ثوباً ممزقاً من فلسفته المتداعية. ولكن يعزي (جيرودو) أن هذه المسرحية لم يعد لها أهمية تذكر بعد خروج الألمان من فرنسا وتوقف الصحافة الأمريكية عن الطبل لها لاشتغالها بما هو أهم منها.