بباب الترك ذي الأبواب باب ... لها في كل ناحية مغار
نذود جموعهم عما حوينا ... ونقتلهم إذا باح السرار
سددنا كل فرج كان فيها ... مكابرة إذا سطع الغبار
وأقحمنا الجياد جبال قبج ... وجاور دورهم منا ديار
وبادرنا العدد وبكل فج ... نناهبهم وقد طار الشرار
على خيل تعادي كل يوم ... عناداً ليس يتبعها المهار
ولكنهم لم يكادوا يجاوزونها إلى (بلنجر) حتى لقيهم خاقان الخزر في خيوله على نهر (بلنجر) فاقتتل الفريقان قتالاً شديداً، وقتل قائد الجشس سراقة بن عمرو، فتولى القيادة بعده عبد الرحمن أبن ربيعة الباهلي، وواصل القتال، وجاء المسلمين مدد من أهل الشام بقيادة حبيب بن مسلمة فاشتد القتال بين المسلمين والخزر حتى قتل قائد الجيش الإسلامي عبد الرحمن بن ربيعة أيضاً، واستشهد معه خلق كثير، واضطر الباقون إلى الانسحاب إلى (درنبد) بعد أن أخذ الراية سلمان بين ربيعة الباهلي، وقاتل حتى استطاع أن يدفن أخاه بنواحي (بلنجر) وفي مقتل عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي (بلنجر) وقتيبة بن مسلم بالصين يقول عبد الرحمن بن جمانة الباهلي:
وإن لنا قبرين قبراً بلنجر ... وقبراً بصين استان يالك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ... وهذا الذي يسقى به سبل القطر
وهنا يروي المؤرخون أن خلافاً دب بين جيوش المسلمين على من يتولى القيادة بدل عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، فأهل الكوفة يريدون تولية سلمان بن ربيعة الباهلي شقيق عبد الرحمن، وأهل الشام يريدون تنصيب أميرهم وقائدهم حبيب بن مسلمة وكادت تكون فتنة، حتى قال شاعر أهل الكوفة يومئذ يذكر هذا الخلاف، ويشرح أوجهة نظر الكوفيين:
فإن تضربوا سلمان نضرب جيبكم ... وإن ترحلوا نحو بن عفان نرحل
ولا تقسطوا فالثغر ثغر أميرنا ... وهذا أمير في القبائل مقبل
ونحن ولاة الثغر كنا حماته ... ليالي يرمي كل ثغر نوكل
وفي النهاية تم الاتفاق على تقليد سلمان بن ربيعة الباهلي إمارة الجيش مكان أخيه عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، فعبأ سلمان جيشه، وسار نحو (بلنجر)، فلقيه على نهرها خاقان