مقتضب، معاد: من أنه رملي فلسطيني، ولد فإذا هو طباخ في بلاط سيف الدولة، وإذا هو أيضاً شاعر ظريف، (كافه) من كاتب و (وشينه) من شاعر و (وألفه) من أديب. . . إلى آخر هذه الأحكام العامة التي تلقي جزافاً دون تحقيق أو تمحيص. فأما نشأته وثقافته، وأما أدبه وآثاره الأدبية. . . فليس كل هذا في نظرهم جديراً بالدراسة والعناية. . .!!
لهذا يجد الباحث لذة - وإن كان يجد عناء أيضاً - في أن يحاول أن يجلي صفحة من صفحات الأدب مطموسة المعالم أو هي كالمطموسة.
- ١ -
كشاجم: هو محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك (وشاهك أم السندي لا أبوه، وكنيته أبو الفتح، أو أبو الحسين، وقيل بل أبو النصر، ولا يعنينا هذا الاختلاف في قليل ولا كثير.
وقد اتفقت جميع المراجع في اسمه واسم أبيه، وتكاد تتفق على اسم جده إذا ما صرفنا النظر عما أورده السوطي في حسن المحاضرة مع أنه: (محمود بن الحسين بن السدي بن شاهك) ولعل هذا تحريف لا يلتفت إليه بجانب ما أثبتته الكثرة من المصادر الأخرى، ولاسيما بعدما أورده السمعاني في كتاب الإنسان من قوله:(وأما السندي بن شاهك فهو كشاجم الشاعر، يقال له السندي لأنه من ولد السندي بن شاهك الذي كان على الحبس أيام الرشيد ببغداد). وقد يبدو في الظاهر أن هذا الاختلاف شكلي مثل الذي قلنا في الكنية، ولكن الواقع أن تحقيق النسب له أهميته من حيث معرفة السلالة التي انحدر منها الشاعر، مما قد يكون له تأثيره بشكل ما على ميوله واتجاهاته، وبالتالي على ما ينتجه من أثر فني، فالسندي بن هاشك هذا هو إذن جد كشاجم، وهو الذي ذكر الجهشياري أنه كان يلي الجسرين ببغداد في عهد الرشيد وقد ذكر أبن ميسر أنه كان هندي الأصل وكان صاحب الحرس.
هذا ما يتعلق باسمه وكنيته ونسبه وأصله.
أما اللقب الذي اشتهر به فهو (كشاجم) وقد قالوا فيه وفي تحليله: (إن الكاف من كاتب، والشين من شاعر والألف من أديب والجيم من جواد والميم من منجم) وقد يكون لنا وقفة عند هذا اللقب وتحليله بهذه الصورة عند الحديث عن ثقافة الرجل في العدد القادم.