للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قموق) لقتال (سروخاي خان).

والتقى الفريقان في قرية (جراغ) في قتال شديد واستبسال، ولكن جموع (سورخاي خان) التي كان جمعها هناك لم تقو على الوقوف أمام قوات الروس، فتراجع إلى (غاري قموق).

وفي سنة ١٢٣٦ تقابل الجنرال (مدتوف) مع (سورخاي خان) مرة ثانية بين قريتي: (جراع) و (خوشراك) إلا أن أنصار (سورخاي خان) أصيبوا في هذه المرة أيضاً بالانكسار واضطر هو ومن بقي معه من الجيش إلى الانسحاب إلى (غازي قمون) حيث أحذ منها أهله وعياله، ثم اسحب منها إلى جهة (عندال) في منطقة (آوار).

ودخل الجنرال (كينياز مدتوف) إلى (غازي قمون) بغير قتال ولا سفك دماء، وأعلن بين الأهليين ضم إقليم (غازي قمون) إلى إدارة حاكم (كورة) الجنرال (أرسلان خان) على شرط الطاعة للدولة الروسية.

وأما (سورخاي خان) فإنه توجه إلى طهران في بلاد العجم، وبعد محاولات كثيرة استغرقت نحو خمسة أعوام قضاها في إيران رجع إلى الداغستان مع حملة عسكرية قوية لقتال الروسيين من جديد.

ففي سنة ١٣٤٢هـ اجتاز (شماخي) إلى (عندال) ومنها توجه إلى قرية (ثغراك) ولكنه انتقل إلى رحمة الله في (ثغراك) قبل أن يستطيع عمل شيء جدي، ودفن فيها رحمه الله. وأما أولاده فقد تركوا تلك الجهات نهائياً، وهاجروا إلى الدولة العثمانية بعد وفاة والدهم.

يقول مرزا حسن القداري في كتاب أثار داغستان: كان المرحوم (سورخاي خان) عالما فاضلا قوي المعرفة بالعلوم العربية.

وبعد دخول هذه البلاد تحت حكم الروس بمقتضى معاهدة كلستان) أو معاهدة داغستان المعقودة بي الإيرانيين والروسيين سنة ١٨١٦م أخذ الروسيون يجرون عليها أنظمتهم الإدارية العامة، ويحتلون بجيوشهم المواقع الحربية الهامة احتياطا لما عساه يفاجئهم، لأن الأمن لم يكن استتب في البلاد بعد. وأن بعض أمرائها لم يكن راضياً عن دخول البلاد في حوزة الروسيين، ولهذا كانوا ينتهزون الفرص للانتقاص والفتك بحاميات الروس الضعيفة، وكانوا قد ألفوا لذلك جمعية سرية حربية سنة ١٨١٨م إلا أن قائد الجيوش الروسية الجديد الجنرال (برمالوف) لم يعبأ بذلك وظل يسير بجيوشه إلى داخل البلاد يفتح ما بقي من

<<  <  ج:
ص:  >  >>