للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الموسيقى الصادرة منك لتفوق في جمال وقعها صوت قطرات المطر في الربيع وهي تتساقط على مرج أخضر لامع تفتحت أزهاره بعد أن أيقضها الغيث فجعلها في مرح وحبور.

علميني أيتها الروح أو الطير شيئاً عن أفكارك الخاصة لأني لم أسمع في حياتي قصائد غزلية أو خمرية أرسلت في نفسي طوفاناً من الطرب كما أرسلت أنت.

وإذا رنت صوتك بصوت جوقة ملائكية أو ترتيلة النصر الفرحة فإنها مقارنة فارغة أشعر بأن ينقصها شيء خفي.

أي موضوع تدور حوله ينابيع أنغامك السعيدة؟ أهي عن الحقول والجبال، أم عن الأمواج والسماء، أم عن بنات جنسك؟

وعلى كلاً فلا يمكن أن يكون في صوتك الطروب الحاد نغمة من نغمات الضعف أو ظل من القلق لأنك تحبين ولكن لا يبلغ بك الحب إلى درجة الوله وما ينتج عنه من أشجان.

لابد انك تفكرين في أمور حقيقة عميقة خلاف ما نحلم به نحن بني البشر، وإلا فمن أين لك هذا السيل البلوري من الأنغام!

أما نحن فإننا ننظر ونفكر فيما مضى وفيما هو آت حتى نذوي مما لا وجود له، ولا تصدر عنا ضحكة مهما كانت إلا وهي مشوبة بل مثقلة بالألم، وأعذب أغانينا تلك التي تتحدث عن الأحزان.

إيه يا من احتقرت الأرض وعلوت في الفضاء، علميني نصف الحبور الذي لا بد أن عقلك يعرفه حتى تنبعث من شفتي أنغام منسجمة كأنغامك وحتى يصغي العالم إلي) كما أصغي لك الآن.

هذا ما رغبت أن أعرض لقراء العربية عن الشاعر الموهوب الذي له مكان في قلب كل إنكليزي ليكون في قراءة تأملاته وأفكاره متعة ولذة راجياً أن أتمكن من متابعة الكتابة عن الأدب الغربي والسلام.

إبراهيم سكيك

<<  <  ج:
ص:  >  >>