٦ - إن لكل حركة أهدافا معينة، ودعوة قائمة وإذا سارت فكرة الاتحاد البرلماني العربي على طريقة المنظمات والهيئات التي تقدمتها أي بقيت في نطاق السلبية أصبح عملها لا أهمية له وحكمت على نفسها بالجمود والأفضل عدم السير في تكوين الاتحاد والاكتفاء بالحال التي نحن عليها. والسبب في ذلك واضح وبين يتلخص في أن علة هذه الهيئات هم الرجال الذي يسرعون الخططي لتصدر الحركات العامة واحتكارها لأنفسهم قبل نضوجهم النضوج الكافي وقبل تهيئة أنفسهم بالعلم الواسع والثقافة الكافية لهذا العمل. فإذا اجتمع مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي تدافع فريق ممن يعتقد في نفسه الكفاءة والقدرة والسياسة وتبدأ بسماع عدد من الخطب المنبرية المحفوظة أو بعض المحاضرات الإنشائية التي تصلح لطلبة الثقافة أو إتمام الدراسة التوجيهية - ونقول إن المؤتمر درس المسألة المستعصاة فتكتب الجرائد ويصفق الأتباع والأنصار. إن مثل هذا العمل استمر أعواماً يهدم في كفايتنا منذ انتهت الحرب العالمية الثانية أي منذ سنة ١٩٤٥.
٧ - إنني أسلم بأن المصلحة تقضي بأن تكون حركة الاتحاد البرلماني العربي حركة تقدمية ترمي إلى تقوية أواصر المودة وإلى بذل النصيحة للبلاد العربية المتخلفة في مضمار الحضارة والتي سيكون عليها واجب إدخال الأنظمة النيابية والهيئات البلدية والإقليمية والإقناع بالأخذ بها بطريقة سهلة واضحة دون مساس بشئون الدول العربية الداخلية ودون إجحاف بحقوق الناس وإنما عملاً بالنص القرآني الكريم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
أمام هذه الحقائق الثابتة وتحت نظرة إيجابية غير متأثرة بالعاطفة وضعت مشروعاً لتنظيم الاتحاد البرلماني العربي.
ميثاق الاتحاد البرلماني العربي ٢٣ أغسطس ١٩٤٨
وليست هذه الفكرة جديدة على رجال العرب، فقد أقرت الهيئة التأسيسية التي اجتمعت بمدينة (صوفر) في ٢٣ أغسطس سنة ١٩٤٨ ميثاقاً للاتحاد جاء في إحدى عشر مادة كما