للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما يبدو لبعض المتصلين به:

فرد الكتابة والخطابة والبلاغة والعبارة

وهذا لا يقتضي أن يكون هو نفسه خطيباً وإن كان يستأنس به في ذلك لو قد وجدنا في شعره ما يؤيده، فنحن كثيراً ما نجده يفتخر بشعره وكتابته وعلمه ولكنه لم يفخر مرة واحدة بخطابته

وقد نفهم البيت على أن به فخراً ضمنياً، أو حتى فخراً صريحاً بكتابته هو، وخطابته وبلاغته، ولكن عل كل حال هذه هي الإشارة الوحيدة في ديوانه كله وما قرأت له من شعر خارج الديوان

وبعد هذا لا أدري ما هو التحقيق الذي يتميز به على نظرائه والتدقيق الذي يربى به على اكفائه. . . غلى آخر ما ذكروا من هذه الأوصاف الفضفاضة؟!

وليس يبعد عن هذا كثيراً ما يحيكونه خول لقبه من قولهم كان من الشعراء المجيدين، والفضلاء المبرزين. حتى قيل إن لقبه هذا منحوت من عدة علوم كان يتقنها فالكاف للكتابة، والشين من الشعر، والألف من الإنشاء، والجيم من الجدل، والميم من المنطق) وقولهم في هذا المعنى تقريباً مع خلاف يسير: (لقب نفسه بكشاجم فسئل عن ذلك فقال: الكاف من كاتب والشين شاعر، والألف من أديب، والجيم من جواد، والميم من منجم) وقد زاد على ذلك أبن العماد الحنبلي في شذراته: (قال في تثقيف اللسان: كشاجم لقب له جمع أحرفه من صناعته، ثم طلب علم الطب حتى برع فيه وصار أكبر علمه (كذا!!) فريد في اسمه طاء من طبيب وقد مت فقيل طكشاجم ولكنه لم يشتهر).

وكل من كتب من المحدثين - عرضاً في كشاجم تابعوا القدامى في ذلك دون أن يلفت نظرهم هذا الكلام؛ فينظروا فيه نظرة دقيقة فاحصة، ولكن لعل عذرهم في ذلك أنهم لم يفردوا بحثاً خاصا لكشاجم؛ وإنما جاء الحديث عنه في غمار حديث عام ربما لا يحتمل الوقوف كثيراً عند كشاجم وحده.

وقد ذكر صاحب أعيان الشيعة من المحدثين إن كشاجم مأخوذ من أربع كلمات: كاتب شاعر، منجم متكلم، مجيد للأوصاف كلها لا عديل له في عصره) فهو يذكر أن كشاجم كاتب شاعر مع أنه هو نفسه لم يذكره فيمن ذكر من الكتاب وإن كان قد عده في الشعراء،

<<  <  ج:
ص:  >  >>