وكانوا على حق في اهتمامهم بأراضي النقب وفي وصولهم إلى خليج العقبة وأن الذي وضع خريطة فلسطين سنة ١٩١٧ بشكلها المخروطي أي الذي يبدأ متسعاً في الشمال وينحدر ضيقاً إلى الجنوب حتى البحر الأحمر قد كان يستوحي من مملكة أورشليم الصليبيين هزت الكيان العربي والإسلامي والتي لولا أن قدر لنا في التاريخ أمثال صلاح الدين وبيبرس لبقيت في الوجود إلى اليوم.
٨ - أننا لا نطمع في أمثال هذه العبقرية الفذة في التاريخ وإنما نطلب إلى الدول العربية أن تفهم جيداً أن مواجهة الحاضر مشاكله لا تكفي لإيجاد الحلول المطلوبة بل أن أخطر سياسة هي المرتجلة أو المعتمدة على الذكاء الفطري. . . الذي يرسم لنا الديبلوماسية التي ألفناها وهي ذات العبقرية في ترتيب الدسائس بين مصر والدول العربية والاستفادة من الأهواء والغرائز) ونقول أن حل المشاكل الكبرى يتطلب قبل كل شيء دراسة علمية وتوجيهاً معتمداً على الحقائق التاريخية والجغرافية والتاريخ الحربي لمصر وللعالم العربي. فإذا كانت السياسة والاقتصاد (صنوان) لا يفترقان، فأن استخلاص الحقائق الكبرى من دروس الماضي هو الذي يضع الزعماء والقادة في الصف الأول بين زعماء العالم وتنير لهم السبيل لحل المشاكل الكبرى. أننا نأسف أن نلفت النظر إلى هذه الحقائق، المرة بعد المرة فتذهب صيحتنا هباء ورحم الله أبا الطيب المتنبي الذي علمنا الطرق وجغرافية مسالك الجزيرة فقد بح صوته أيضاً حتى قال: