٦ - والرثنة تشبه الرتمة: يقول عنها قاموس الكتاب صفحة ٤٧٥ أنها محطة نزلها بنو إسرائيل واسمها مأخوذ من الرتم الذي ينبت بالبداية. ونلاحظ أن هناك مكانا آخر باسم الرتمة في سيناء، غير هذا الموقع ولا أجزم بأن الرتمة والرثنة مكان واحد والمسألة تحتاج إلى تحقيق علمي واسع. ولكني أميل إلى الظن بأن الرثنة التي جاءت في ديوان أبو الطيب المتنبي هي الرييثة التي ذكرها الإدريسي في نزهة المشتاق طبعة ليدن كمحطة في الطريق بين عجرود المعروفة وآيلة - التي هي العقبة - وليس لدينا على الخرائط المتداولة عند وادي صدر سوى عين روبت أو رويث وهي على المنحدر الذي يوصل إلى عين صدر وقد تكون الرثنة هي الرييثة حرفها النساخ وقد تكو الرييثة هي رويث.
فكأن أبو الطيب المتنبي سلك طريقاً كان معروفاً ببعده عن الرقباء. وقد ركب الهجن من الفسطاط وأشاد بمدحها ولهذا يقول:
ضربت بها التيه ضرب القما ... ر إما لهذا وإما لذا
٧ - بين يدي كتاب صحراء سيناء الذي وضعه لورانس مع (ليوراند وولي) البريطانيين عن نتيجة أبحاثهما في هذه الصحراء وهو يتضمن معلومات أثرية وتاريخية عن المنطقة الواقعة بعد الحدود المصرية، لا تقل أهمية عن الكتاب الشائق الذي وضعه الدكتور عباس مصطفى عمار ع أهمية شبه جزيرة سيناء وفي كل منهما دراسة عميقة عن أحوال هذه المناطق ومسالكها وكل منهما يكمل الآخر، وليس لي ما أزيد على تقديري للكاتبين سوى شادتي بعبقرية رجلين عظيمين الأول: صلاح الدين الأيوبي والثاني الظاهر بيبرس. فلقد كان لكل منها الفضل الذي لا ينكر في فهم استراتيجية الحروب الصليبية كما يفهمها رجل عبقري فذ ففي كل مرحلة ومفترق طرق أقيمت الحصون والقلاع التي لا تزال بقاياها موجودة وفي كل حملة أستعمل أحدهما طريقاً وعبد آخر وأخذ خصمه بالمفاجأة والعمل الحاسم.
فهل لنا أن نتساءل اليوم: واللجنة السياسية بجامعة الدول العربية منعقدة: هل نبه أحد من الناس الأنظار إلى أن هذا الركن من العالم حيوي لنا وعليه يستند تاريخنا القادم؟. . . لا أظن
وإنما أعتقد وأجزم بأن رجال الدولة اليهودية كانوا على علم بأهمية الطرق والمسالك