يكون في هذا التساوي مثار للتهكم، كما في قوله تعالى:(ولقد جئتمونا فرادى، كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم)؛ أو مثار للاستنكار، كما في قوله (ومن الناس من يقول آمنا بالله، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) فسر الاستنكار كما ترى هو تسوية عذاب الناس بعذاب الله.
وقد تأتي الكاف وسيلة للإيضاح، وتقوم هي وما بعده مقام المثال للقاعدة، وغير خاف ما للمثل يضرب من التأثير والإقناع؛ ومن ذلك قوله:(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً، وأولئك هم وقود النار، كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا، فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب)، فجاء بآل فرعون مثالا لأولئك الذين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً. ومن كاف الإيضاح قوله سبحانه:(خلق الإنسان من صلصال كالفخار) وقوله: (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني، فتنفخ فيه فتكون طيراً بإذني).