القول لا يؤدي مطلقاً إلى ما يؤدي إليه قول الأستاذ سلامة موسى:(وكلتا الترجمتين لا تحتفظ بالروح الأصلي قصة الشاعر الألماني). ذلك لأن هذا التعبير (لا يمكن أن تسمو) معناه في لغة الألفاظ الدقيقة أن ترجمة المترجم الصادق الأمين وإن احتفظت بروح النص في غير لغته فهي لا يمكن أن تحتفظ بجوهر تلك الروح في صورته الكاملة، ومثل في ذلك مثل المصور البارع الذي ينقل إليك لوحة (الجيو كندا) لدافنشي. . ليس من شك في أنه يستطيع أن ينقل إليك اللوحة نقلاً أميناً بما تزخر به من الملامح الألوان والظلال، ولكن الصورة التقليدية لا يمكن أن توحي إلى الشعور المتذوق (بكل) ما في اللوحة الطبيعية نبض وحياة! وإذن فترجمة الزيات العربية تستوي وأي ترجمة أخرى سواء أكانت إنجليزية أم فرنسية، ولا مبرر هناك يصر الأستاذ سلامة موسى على الرجوع إلى هاتين الترجمتين!
هذا هو المعنى الدقيق الذي درنا حوله وقصدنا إليه، وهو يفترق كل الافتراق عن المعنى الآخر الذي دار حوله الأستاذ سلامة موسى، حينا خطر أن يجرد ترجمة الأستاذ الزيات وصحبه (كل) احتفاظ بروح النص في لغته الألمانية!
ترى هل ينتظر الأديب الفاضل بعد هذه الكلمة سلامة موسى شيئاً من الأنصاف؟ إن رأينا اليوم في هذا الكاتب هو رأينا بالأمس، وإنه لرأي قديم دفعتنا المناسبة وحدها إعلانه، وكم لا في بعض الناس من أراء لا ينقصها لتظهر غير عدد من المناسبات!
رجاء إلى القراء:
هناك قراء لا يزالون يبعثون إلينا ببعض الأسئلة التي تتعلق بأمور شخصية؛ فهذا طالب حصل على التوجيهية يسألنا عن أي الكليات أكثر ضمانا للمستقبل وتوجيها إلى الحياة، وهذا آخر يسألنا النصح والمشورة؛ هل يتزوج الآن أم يرجئ هذا الأمر ليتفرغ لدراسته الجامعية، وهذا طالب ثالث يكتب إلينا راغباً في (إعطائه) بعض الدروس في الأدب العربي، قارئ رابع أضناه الحب وعذبه الأرق فه محتاج إلى (فتوة غرامية) تهيئ له أن يظفر بمن يحب، وهذا قارئ خامس يرغب في (وساطتنا) لدى وزير المعارف لينقل أحد أقربائه من المدرسين إلى القاهرة لأن الوزير الأديب في رأيه لن يرد طلباً للكاتب الأديب. . إلى آخر هذه النماذج العجيبة من الرسائل الطريفة!