قرأت ذلك فقمت مسرعاً يدفعني شعور خفي إلى البحث عن أعداد الرسالة السابقة وسرعان ما وجدت ما كنت أبتغيه. العدد (٨١٧) كلمة في تعقيباتكم بعنوان (كاتب لا يعرف قدر نفسه) رددتم بها على الأستاذ سلامة موسى الذي كتب العدد (١٨٨) من المسامرات كلمة جاء فيها: (وقد ترجم من كتب جتيه إلى العربية كتابان، الأول (آلام فرتر) الذي (ألفه) وترجمه الأستاذ أحمد حسن الزيات، والثاني (فاوست) الذي ترجمه الدكتور محمد عوض محمد. . . وكلتا الترجمتين لا تحتفظ بالروح الأصلي لقصتي الشاعر الألماني، وعلى من يريد الوصول إليه أن يرجع إليهما في الألمانية أو الفرنسية أو الإنجليزية) وقد هاجمتموه هجوماً عنيفاً مراً. . وكلمتكم الأخيرة تدل المرء على اتفاقكما في الرأي. . . فهل يا ترى غير الأستاذ الناقد رأيه؟. وإذا كان، فهل تنظر إنصاف الأستاذ سلامة نن قلم كقلم المعداوي؟. . الأمل كبير. . وتقبل سلاماً من المعجب.
رجاء عبد المؤمن النقاس
طالب توجيهي
لو دقق الأديب الفاضل فيما رمينا إليه من معنى في هاتين الفقرتين اللتين نقلهما من كلمة سابقة، ولو دقق مرة أخرى فيم رمى إليه الأستاذ سلامة موسى لأدرك أننا غير متفقين معه في الرأي كما يقول. . فكلمة (ألفه) التي ينسبها سلامة موسى إلى ترجمة الأستاذ الزيات لقصة (ألام فرتر)، هذه الكلمة ترمي إلى تجريد الترجمة الزياتية من الصدق والأمانة وهما لازمتان من لوازمها الحقيقة. . وكلمته الأخرى التي يقول فيها:(إنها لا تحتفظ بالروح الأصلي لقصة الشاعر الألماني) ترمي هي أيضا إلى نفي كل أصالة فنية عن حقيقة تلك الترجمة وهي صفة أولى من صفاتها الجوهرية!
هذا السخف الذي لا يستند إلى شرعة واحدة من العدل والإنصاف، هو الذي دفعنا إلى كتابة تلك الكلمة في الرد على باطل الأستاذ سلامة موسى في مجلة المسامرات. . . ومع ذلك فأن قولنا:(ومهما بلغ المترجم من الإجادة والصدق والأمانة فإن روح النص في غير لغته لا يمكن أن تسمو إلى المستوى الحقيقي لهذه الروح في لغتها التي يتذوقها المتذوقون)، هذا