للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(العاطفة العاقلة) إذا اعتبرنا هذا المعنى أمكن القول بأننا لا نصدر فيما نأتي وندع عن عاطفة ولا عن عقل.

فليدع من يدعو إلى العقل والى العلم، وما أشد حاجتنا إليهما، ولكن كيف نعيش من غير عقيدة وقلب وعاطفة، وما موقفنا أذن من قيمنا مثلنا الروحية؟ حقاً أشار الدكتور زكي في المحاضرة إلى أنه لا ينكر أثر الأدب والفنون في ترقية الأذواق وتهذيب النفوس لكنه لم يبين كيف يتفق الإقرار بهذا مع إنكار العاطفة والوجدان هل يريد (فنونا علمية) وكيف تكون؟

ثم كيف يتجرد الناس من القلب الإنساني وكيف تكون حياتهم إذا أسكتوا نبضه؟ وهل حقاً يسير المجتمع الغربي - إذا سلمنا بأن لا بد من السير في أثره - بلا عاطفة؟ وإذا أحتج أحد بعسف السياسة وطغيان الاستعمار فهل الحياة الغربية كلها سياسة واستعمار؟ وكانت المحاضرة الأخيرة هي محاضرة فضيلة الأستاذ الشيخ محمود شلتوت عن (العنصر الروحي وصلته بأعداد المواطن الصالح وقد بين فيها أثر الدين في تربية الناشئ تحدث عن أعداد من سماه (الديني الخاص) وعني به المختص بالثقافة الدينية وقال إنه لا يكفي في إعداده أن يتبحر في علوم الدين بل يجب أن توجه أكبر عناية إلى تربيته بحيث يمتزج الدين بقلبه كما يلم به عقله. ومما قاله أن العالم يحتاج إلى هداية يرجى أن تشع عليه من هذا الشرق.

الشغب في المؤتمر:

كانت محاضرة الدكتور زكي نجيب محمود مساء يوم الاثنين، وكان المقرر أن يتلوه الأستاذ عبد العزيز القوصي بمحاضرة عن الأزمات النفسية بين طلبة المدارس الثانوية، ولكن المحاضرة الأولى أثارت ضجة، إذ اعتبرها بعض الأعضاء دعوة إلى الإلحاد، وطلبوا أن يجر التعليق عليها والمناقشة فيها مهما طال الوقت ولو أدى ذلك إلى تأخير المحاضرة الثانية، ورأى الرئيس المشرف على المحاضرات، الأستاذ متي عقراوي، أن تلقي المحاضرة الثانية أولاً، وأيده في ذلك بعض الأعضاء ولكن طلاب المناقشة وقفوا بعنف وحالوا دون إلقاء المحاضرة، وانقلبت هذه إلى عراك، وأراد بعضهم أن (يتفاهم) بالأيدي والكراسي. . ثم أنفض الجمع أغلقت القاعة. وقد أدى ذلك إلى إلغاء المحاضرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>