للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموافق ٢٠ يناير الخ).

أما مجلة المنار فقد زادت الأمر تحقيقاً وبالغت فيه إثباتاً، ذلك أنها ذكرت في الصفحة ٨٣٢ من المجلد السابع ما نصه: توفاه الله تعالى في يوم الاثنين لخمس خلون من شهر شوال (سنة ١٣٢٢) فشيعت جنازته باحتفال عظيم وصلى عليه الأستاذ الإمام (الشيخ محمد عبده) ولم أر صلى على ميت غيره إلا مأموماً، وسيجتمع شعراء مصر أدباؤها في اليوم (التاسع والثلاثين) لموته (الجمعة ١٤) ذي القعدة (٢٠ يناير) عند ضريحه ويؤبنونه ويرثونه الخ). فنظر إلى هذا التحقيق الذي تحراه صاحب هذه المجلة هو العلامة الجليل السيد رشيد رضا رحمه الله فإنه بعد أن ذكر أن وفاته كانت يوم الاثنين الموافق ١٢ ديسمبر سنة ١٩٠٤لم يقل كما قال غيره أن حفلة تأبينه كانت في ٢٠ يناير الذي هو يوم الأربعين، وإنما قال إنها كانت في اليوم التاسع الثلاثين لموته، وذلك لأن الأيام الباقية من شهر ديسمبر بعد اليوم الذي توفي فيه تبلغ تسعة عشر يوما فإذا ضم إليها ٢٠ يوماً من شهر يناير كان مجموع ذلك ٣٩ يوماً.

وأن لرواية هذا الإمام لمنزلة محترمة من التقدير والثقة فأنه على دقته المعروفة عنه كان صديقاً حميماً للبارودي وكان كذلك في مقدمة من شيعوا جنازته هو وأستاذه الإمام محمد عبده.

أما ما جاء في ظهر الورقة (و) من مقدمة الجزء إلاول من ديوان البارودي فهذا لا يعول عليه ولا يؤخذ به وقد طلعنا على هذا الجزء عند ظهوره في سنة ١٩١٦ وأغضينا طرفنا حينئذ عما جاء به شارح الديون في المقدمة مما أساء به إلى البارودي (وقصيدته)!! رحمهما الله، وانتقدنا بعض ما شرحه ونشرناه في جريدة السفور وكنا نريد المضي في هذا النقد ولكن الأستاذ الجليل الشيخ مصطفى عبد الرازق رحمه الله رغب إلينا أن نكف عن نقده بكلمة رقيقة.

هذا هو الحق في أمر تاريخ وفاة البارودي ننشره على قراء الرسالة في بعضه غنية لمن أراد أن يقنع أو يقتنع بأن الوفاة قد كانت في يوم الاثنين ١٢ ديسمبر سنة ١٩٠٤.

المنصورة

محمود أبو رية

<<  <  ج:
ص:  >  >>