وشاعر صعيدي يزعم أنه سمع دوى هذا الكف وهو مقيم بالصعيد. ويتساءل عن صاحب هذه الراحة الجبارة التي صفعت خد المويلحي. قال:
لي سؤال يا أهل مصر فردوا ... بجواب عن السؤال مفيد
أي كف قد باشرت صفع خد ... سمعنا دويها في الصعيد
فانظر إلى هذا الكذب الصريح الذي يدعو الإنسان إلى الضحك.
وآخر يعرب عن سرور الصحافة وفرحها بما حدث للمصفوع فيقول:
هي صفعة سر الصحافة وقعها ... ورجا بيان مثلها وبديع
كانت تؤملها البلاد ليرعوي ... غر ويعرف قدره المخدوع
أو يقول
هي صفعة لهج الأنام بذكرها ... ودرى البعيد بها ومن لم يعلم
قد بالغ الأدباء أوصافها ... ما بين منثور وبين منظم
فغدا قفاك منذ هلالهم ... هل غادر الشعراء من متردم
فهنا ترى مبلغ الخصومة الصحيفة وأثرها في هذه الأبيات فالصحافة مبتهجة فرحة وكذلك البيان والبديع. والبلاد كانت في شوق شديد إلى ما لحق المويلحي من الإهانة على يد الصافع فلعله يرعوي ويزدجر ويترك الشتائم التي يجرى بها قلمه كل يوم، ولعلع يرجع عن غروره ويعرف أنه ضعيف لا يقدر على رد الأذى عن نفسه.
والشاعر هنا قد نفس عن شعوره المكبوت وعبر عن غيظه وحق على المفزع. وخيل إليه إن البلاد ملها تشاطره فرحه وسروره بما حدث للمويلحي. ويقولان هذه الصفعة قد سار ذكرها في الأفاق وعلم القاصي والداني واكثر الناس من التحدث عنها وتناولها الكتاب والشعراء. وانظر إلى التضمين في البيت الأخير.
على أن أبلغ ما قيل في هذا الموضوع وادعاه إلى الضحك تلك المقطوعات التي نشرها تباعاً في المؤيد الشاعر لكبير إسماعيل صبري. وقد أجرى هذه المقطوعات تارة على لسان المويلحي مفتخراً بمتانة صدغه الذي لم تؤثر فيه أكف الصافعين بل ارتدت عنه كما تريد القذيفة إمام الحصن القوي. وتارة على لسان ابن المويلحي، وتارة على لسان صاحب المؤيد، مرة على لسان الصافع، وأخرى بسوق القول في صورة نصيحة يزجيها إلى