لو اقتصرت الآنسة أم كلثوم على شعر شوقي وحده لا لتمسنا لها بعض العذر كله، لأن هناك شعراء لو اطلعت على شعرهم لوجدت فيه من الروائع ما يشرف به الغناء. . . ولكنها تنسى شعر علي محمود طه مثلاً لتصدح بشعر مصطفى عبد الرحمن! ماذا أقول في هذا الذوق؟ هذا الذوق الهابط سواء أكان منسوباً إليها أم كان منسوباً إلى (مستشارها الفني) أحمد رامي؟! لقد بلغني أن رامي هو الذي يشير عليها بأن تغنى لهذا ولا تغنى لذاك. . إذا كان هذا صحيحاً فأحب أن انصح للآنسة أم كلثوم بأن تستشير الشعراء في اختيار الشعر الصالح للتغريد، لأن رامى قد ترك صفوف الشعراء منذ عرفها وانظم إلى صفوف الزجالين!
لماذا لم يشر عليها المستشار الفني بأن ترجع إلى شعر على محمود طه وهو سيد الشعراء (الغنائيين) في الأدب العربي قديمه وحديثه؟ سؤال يحتاج إلى جواب. . ومع ذلك يتطوع صديق لبق بهذا الجواب فيهم في أذني بهذه الكلمات: هل نسيت أن رامى كان هو الإنسان الوحيد الذي لم يودع الشاعر الراحل بكلمة رثاه؟ وهل نسيت أن السبب في هذا الجحود هو شعوره بأن علي محمود طه قد اعتدى على حقه في وكالة دار الكتب المصرية قبل أن يلقى ربه بأسابيع؟ ابحث عن النتائج يا صديقي في ضوء المقدمات!
منطق سليم لم أستطيع له دفعاً. . ولكن متى كان علي محمود طه محتاجاً إلى الخلود تضفيه على ذكراه كلمة يرثيه بها رجال أو قصيدة تغنيها له إحدى المطربات؟!