القول نج في مهمته، إذ وصل إلى نتائج وقرر توصيات مهمة فيما نظر فيه، والفضل في ذلك للروح التعاونية العامة، التي علت على المظاهرات والمشاغبات الشخصية وأغضت عنها، فقد عملت اللجان في نشاط، ونشط سائراً أعضاء المؤتمر في المناقشة وصبروا على طول الجلسات وخاصة الجلسة الأخيرة التي استمرت من الصبح إلى المساء، وأوسع الرئيس صدره حتى لبعض الصرخات التي فاضت بها بعض الألسنة، كما حدث عند النظر فيما نفذته الحكومات من قرارات المؤتمر الأول، إذ قام أحد الأعضاء وندد بما سماه (الحكم الإقطاعي) الذي يحول دون التوسع في التعليم مقترحاً أن يقرر المؤتمر تخصيص ثلث الميزانية في كل دولة عربي للتعليم.
وقد أدت زحمة الموضوعات التي كان بعضها يحتاج إلى مؤتمر خاص، أدت هذه الزحمة مع ضيق الوقت، إلى شيء من العجلة و (الكلفتة) من ذلك أن المؤتمر قرر - بناء على توصية اللجان المختلفة - أن يعقد مؤتمر خاص بكل يلي: الثقافة العربية، وإعداد المعلمين، والمرحلة الأولى للتعليم؛ ولم توزع هذه الموضوعات على دورات معية، ولم تتسع الفرصة لمناقشة استحقاق كل من الموضوعين الثاني والثالث لمؤتمر خاص، وهل هما أهم من موضوعات أخرى.
أقول مرة ثانية: لقد نجح المؤتمر كأي مؤتمر، نظر في موضوعات مهمة ووصل إلى نتائج مهمة وقرر توصيات مهمة، وماذا تصنع المؤتمرات اكثر من ذلك؟ ومن المؤسف أن تلك الحملة الشخصية التي وجهت إلى الإدارة الثقافية لا تزال تتنفس في بعض الصحف بعد انفضاض المؤتمر، والذي يؤسف له أنها اتخذت المؤتمر نفسه ذريعة إلى أغراضها، مع أن المؤتمر منذ انعقد اصبح مسؤولا عن نفسه وأصبحت إدارة الثقافية (خالية الطرف) وأنا لا أدافع عن هذه الإدارة، فقد نفذت أعمالها فيما سبق ولا أزال بصدد هذا النقد، وإنما أريد التنبيه على أن تل الحملة مفتعلة ومغرضة، وأنها تخلط الحق بالباطل. وقد كان واضحاً أن بعض الذين شاركوا في هذه الحملة يحاولون أن يجسموا اخطأ من لا شيء، وكان ذلك في مناقشات المؤتمر وفي الرحلات وقد شاهدت أحدهم يترك مكانه في السيارة بإحدى الرحلات ويتربع على أرضيتها بجوار المقاعد وينادي مصوري الصحف ليأخذوا المنظر دلالة على أن الإدارة الثقافية لن تعد سيارات كافية لركوب الأعضاء! ورأيت؟ (زعيماً)