منهم يقول لمن بجواره. انتظروا حتى أقومفأزعق لهم ويتجه إلى منظمي الرحلة، ليزعق من غير داع إلى الرعيق!
وقد قرأت في بعض الصحف أن معالي الدكتور طه حسين بك اعتذر بدا من التقصير في استقبال الأعضاء الوافدين، وهذا حق. وهو من قبيل التلطف والإحساس بأن ما بذل دون ما يستحق الضيف إظهاراً لمنزلته من نفس المضيف، ولكن العجيب أن يستدل الكاتب بذلك على إخفاق المؤتمر. . وقد فاته أن معالي الرئيس أبدى ارتياحه إلى قرارات المؤتمر واقتناعه بها وعزمه على العمل بها فوراً وهنا الأعضاء بما بذلوا من جهود وما وصلوا إليه بما نتائج. ولعل الكاتب لم يفته ذلك ولكن تلك الحملة المغرضة لا تزال متنفساً على قلمه. .
معرض الزخرفة الأندلسية
صاحب هذا المعرض الذي أجملت الحديث عنه في الأسبوع الماضي، هو السيد يوسف محمود غلام مدير إصلاحية الأحداث والمهندس العملي للفنون العربية الأندلسية ببغداد. تبدأ قصته مع الفن الأندلسي حينما كان يبحث عن نماذج للزخرفة؛ فاهتدى إلى بعض الرسوم الأندلسية في كتب آثار، فاهتم بها وجعل يكون من وحداتها أشكالا زخرفية يحلي بها الجدران، وأنشأ داراً له عنى بتوشيتها بهذه الرسوم حتى جاءت كأنها قطعة من قصور الأندلس، وعندما اضطر إلى بيعها لم يحز بنفسه إلا أن رأى المالك الجديد يعفي على رسومه بالطلاء المعتاد. . .
وأعانته الحكومة العراقية على السفر إلى أسبانيا، ليدرس الفن الأندلسي في موطنه على قصور الخلفاء وأثارهم، وقضى هنا عدداً من السنين متنقلاً بين غرناطة واشبيلية وقرطبة وغيرها، يشاهد ويصور ويجمع الصور، ثم عاد إلى بغداد، فأقام بها معرضه. وكان هذا المعرض قائماً هناك عندما زار بغداد الأستاذ سعيد فهيم وكيل الإدارة الثقافية بالجامعة العربية، فعرض على السيد غلام أن ينقل معرض الزخرفة أندلسية إلى مصر حيث ينعقد المؤتمر الثقافي العربي الثاني، على أن تعينه الإدارة الثقافية بخمسة وعشرين جنيهاً لم تكن هي كل ما أغرى السيد غلام بالقدوم إلى مصر، بل وعده الأستاذ سعيد بأنه سيهي له وسائل الظهور التي تتطلبها الأعمال الفنية، وأكد له مساعدة ذوى النفوذ.