وعلى ذكر خلو المؤتمر من الفنانين أقول إن أعضاء كانوا إلا قليلاً من المعلمين وشاغلي مناصب التعليم، وإن الإدارة الثقافية ووزارة المعارف في البلاد العربية عنيت باختيار الأعضاء من رجال التعليم، ومن القليل أن الوفد السوري كان به طبيب بيطري وموظف كتابي. وعلى ذلك لم نلق في المؤتمر أحداً من الأدباء غير المشتغلين بالتعليم، وقد كنا نود أن نرى وجوها عرفنا أقلامها. وكان يجب أن يشكل المؤتمر من هؤلاء وهؤلاء، وكان يجب أن يكون فيه كتاب صحفيون يحدثون قراءهم عنه وينقلون صداه إلى آفاق أوسع من قاعته. .
ومما يؤسف له أنه قصد إلى إهمال الأدباء والصحفيين في عضوية المؤتمر قصداً، فقد سمعت الأستاذ سعيد فهيم وكيل الإدارة الثقافية يقول إنهم لا يبيحون العضوية العاملة للصحفيين، بل يحضر منهم من يريد دون الاشتراك العملي في المؤتمر!!
والأستاذ لا يقول ذلك أو يفعله بسوء نية. . إنما هو نوع من الإدراك! ولكنه يحتاج إلى أن يعلم أن معالي رئيس المؤتمر الدكتور طه حسين بك ومدير الإدارة الثقافية الدكتور أحمد أمين بك وأحد أعضاء وفد مصر الرسمي الأستاذ أحمد حسن الزيات وغيرهم من قادة الأدب والفكر - صحفيون. بعضهم كان وبعضهم لا يزال. والكلام في هذه المسألة بدهي، ولكن ما حيلتي؟!
العنصر النسوي في المؤتمر
كان معظم النساء آلائي اشتركن في المؤتمر مرافقات لأزواجهن وخاصة المصريات، فلم يكن من غير الزوجات إلا اثنتان، هما الدكتورة رمزية غريب والآنسة عزيزة توفيق. وقد أشرت فيما سبق إلى إهمال دعوة الهيئات النسوية في مصر إلى الاشتراك في المؤتمر، وفي وزارة المعارف سيدات وآنسات فضليات بعضهن مراقبات وناظرات ومفتشات، ومع ذلك لم تشترك إحداهن في المؤتمر ولم تشرك إحداهن في الوفد الرسمي كما فعلت سوريا ولبنان.
وقد كان المؤتمر نحو سبعين سيدة وآنسة أكثرهن من سوريا، وقد لوحظ أنه لم يكن لهن نشاط يذكر في المؤتمر، وكل ما في الأمر أن عدداً قليلاً منهن اشترك في بعض اللجان،