رأينا توسع لجنة الثقافة العربية في مدلول كلمة (الثقافة) بحيث شملت العادات والتقاليد، وقالت اللجنة إنها تشمل الاتجاهات الفنية، وقد حوت توصياتها كثيراً من الأمور الثقافية المختلفة التي ذكرنا أهمها في عدد سابق. ولكنها مع ذلك لم تلتفت إلى الفنون باعتبارها من ألوان الثقافة وأدواتها، فلم تقل ولم توص بشيء عن المسرحوالسينما والإذاعة والموسيقى والنحت والرسم.
حقاً أننا نعاني أزمات في هذه الفنون، وأن أمورها مضطربة، وبعضها ينحرف عن جادة الفن، وخاصة السينما التي لا تزال أداة للهو الرخيص والتسلية الفارغة من الموضوع، مما يجعل المثقفين يزورون عنها ولا يكادون يعترفون بثقافيتها بل فنيتها. . .
وحقاً أيضاً أن فنوناً - في مجموعها - لم تستطع بعد أن تقنع ذوي الجد والوقار بأنها فنون لها غايات تقصد.
لكن ذلك كله لا ينبغي أن يدعو إلى إهمالها، بل هو على العكس يدعو إلى الاهتمام بها لتحديد موقف الدولة منها وتوجيهها توجيها نافعاً بحيث تؤدي رسالتها على الوجه الصحيح.
ومما يؤسف له أن برنامج المؤتمر أيضاً خلا من المظاهر الفنية عدا (معرض الزخرفة الأندلسية) الذي تحدث عنه في الأسبوع الماضي والذي لم يلق ما هو جدير به من العناية. وقد كان من الممكن أن تدبر بعض الحفلات التمثيلية أو الموسيقية. وكانت هناك في المسرح القومي بالإسكندرية الفرقة المصرية لتمثيل التي أنهت مدتها بالإسكندرية قبيل انعقاد المؤتمر وقد حدثت في ذلك بعض المسئولين، ولكن الوقت قد فات فلم يدبر الأمر من قبل ولم يكن في الإسكندرية غير شكوكو وإسماعيل يس وتحية كاريوكا. . .
ألا ترى معي أن انعقاد مؤتمر عربي كبير دون أن يكون في برنامجه ومظاهره نشاط فني، يدل على فقر البلاد في الفن، وأن هذا الفقر الفني كان جديراً بنظر المؤتمر؟
ولعل عذر لجنة الثقافة أنها كانت بصدد الإجمال وأنها تركت التفصيل للمؤتمر الخاص بالثقافة، ولعله القادم، ولعل الفنون تأخذ بطرف من عنايته.
ومما يذكر أيضاً أن المؤتمر لم يكن فيه أحد من المشتغلين بالفنون يوجه الاهتمام إليها.